زوجي عديم المسؤولية ولا يساعدني، ما الحل؟
2022-10-10 03:10:59 | إسلام ويب
السؤال:
أنا متزوجة منذ 10 سنوات، لدي 2 أطفال، زوجي عديم المسؤولية لا يساعدني، كل شيء أنا أعمله من تربية وعمل خارج المنزل وداخله، وطبخ وتنظيف، ومواعيد أطفال، ودفع فواتير، ولا يعطيني إلا القليل.
أنا تعبت منه، علماً أنه لا يعمل، يبقى على مواقع الانترنت، ويفتح البثوث المباشرة مع البنات الشابات العاريات، ولا يهتم بأطفال ولا بصلاة ولا بصوم.
نصحته مراراً و تكراراً، ولا يسمع، ويتهمني بأني أريد الخراب له، ولا أريد مصلحته، لأنه يكسب مالاً من هذه البثوث بلعب التحديات، وعمل الأحكام، ككسر البيض ونثر الطحين، وهي لا تناسب ديننا، ولا عاداتنا.
لا نعرف إن كان هذا المال حلالاً، ومع هذا كله يقطعني من أرحامي وبلا سبب، فأنا تعبت وهو حالياً قد خرج من البيت وهجرني، وبقي على ما هو عليه من بثوث وعاريات وسهر، وأنا مع أولادي أحتسب الأجر عند الله.
ما الحل مع هذا الرجل؟ وهو طلقني مرتين قبل هذا بسبب مشاكلنا عن نفس الأسباب، ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Bisan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
لا شك أن الذي يحصل من هذا الزوج مرفوض من الناحية الشرعية، ولكن أرجو أن تُفكري مرارًا قبل إنهاء هذه العلاقة لوجود هؤلاء الأطفال الصغار، وإذا كان في زوجك إيجابيات، فكنّا نرجو أن تذكريها حتى نُقيّم الوضع تقييمًا صحيحًا.
الذي يظهر أنه يصلي لكنّه لا يهتمّ بصلاته ولا يهتمّ بصيامه، ولا يهتمّ بأولاده، ولكن نريد أن نرى الجوانب الأخرى التي يمكن أن يُقدِّم فيها أشياء للأسرة، وهل هذا الحال كان من البداية؟ وهل هو فعلاً يجد مصدر دخل؟ وهل لو وجد أموالاً مثلاً هل يساهم ويُساعد؟ لأنك تذكرين أنه لا يملك أموالاً، وإنما يتحصّل على أموال من خلال هذه الألعاب.
هذه الألعاب طبعًا غير مقبولة من الناحية الشرعية، لكن الذي ننصح به هو الحكمة وعدم الانفعال، ونرجو لو أنك تنجحين في أن تجعليه يتواصل مع الموقع، حتى نعرف وجهة نظره، ونقدّم له النصيحة، ونجتهد في إرشاده إلى ما يُرضي الله تبارك وتعالى، لأننا لا نشك في أن هذه العشر سنوات ووجود هؤلاء الأطفال؛ لا شك أن هناك أموراً بجانب هذه الأمور السلبية جعلتك تصبرين وتنتظرين.
عليه أرجو أن تُقيّمي الموضوع من ناحية شاملة، واعلمي أن القرار الصحيح هو القرار الذي ننظر فيه لمآلات الأمور وعواقبها، والخيارات المتاحة، ومصلحة هؤلاء الصغار، والقوانين الحاكمة في البلد الذي أنت فيه، يعني: ينبغي أن يُدرس الموضوع دراسة كاملة ودراسة شاملة.
نرجو أيضًا أن يتواصل معنا حتى نتكلّم معه في مسألة الطلاق، فأنتم الآن أمامكم الفرصة، أرجو ألَّا يكون هناك تصعيد، ونرجو أن يتواصل معنا أو تعرضي لنا وجهة نظره: ما هي الأشياء التي يُريدُها؟ ما هي الأشياء التي يمكن أن يفعلها؟ ما هي الأشياء التي نستطيع أن نستخلصها منه؟ هل يا ترى إذا نُصحَ يستفيد من النصيحة يومًا أو يومين ثم يعود؛ أم لا ينتفع بالنصائح؟
نحن نريد أن نعرف الصورة كاملة حتى نستطيع أن نتخذ سويًّا القرار الصحيح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
أكرِّر: طالما حصلت طلقة أولى وطلقة ثانية؛ أرجو أن تكونوا في غاية الانتباه، وتجنّبي تصعيد المشاكل، واعلمي أننا أحيانًا نوازن، فخروجه من البيت قد يزيدُه سُوءًا وبُعدًا، في حين وجُوده في البيت قد يكونُ فيه خيرٌ كثير، بسبب النصائح التي يسمعها منك، بسبب المساعدات التي يمكن أن يفعلها في تربية الأطفال، أو نحو ذلك.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر: أنت صاحبة القرار والمصلحة، ولكن لا نريد أن تستعجلي في التصعيد، ولا تستعجلي في طلب الطلاق، واجعلي همَّك السعي في هدايته، فـ (لأن يهدي الله بكِ رجلاً واحدًا خيرٌ لكِ من حُمْر النِّعم)، فكيف إذا كان هذا الرجل هو زوجك وأبا عيالك؟
أكرّر: نحن لا نوافق على ما يحصل منه، ولكن الخطأ لا يُعامل ولا يُعالج بالخطأ، فابذلي كل الأسباب، وتوكلي على الكريم الوهّاب، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال.