بشرتي السمراء جعلتني شخصية انطوائية، فما نصيحتكم؟
2022-09-15 04:59:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أنني لا أرتاح مع الناس، بسبب نفورهم مني، وأشعر بأنني ثقيلة على قلوبهم، وأرغب في إكمال دراستي العليا، ولكنني مترددة؛ لأنها تعتمد على المواجهة مع الأساتذة لمناقشة رسالة الماجستير والدكتوراه، ولا أحب حضور المحاضرات العادية، أختنق من نفور الناس مني ومن شكلي، فأنا سمراء نوبية لم أتزوج، لا يوجد رجل ينجذب لي، لأنني قبيحة في نظر الأغلبية، على الرغم من أن ملامحي عادية.
مضى عمري سريعًا ولم أصل للنضج الكافي في المرحلة التي أعيشها، وأشتكي من بعض المشكلات الصحية، وأمور حياتي معطلة، ومترددة في اتخاذ قرار إكمال دراستي؛ لخوفي من المواجهة وعدم تقبل الناس والأساتذة لي.
بماذا تنصحونني حتى أعيش حياتي بدون ضغط عصبي ولا حزن، بسبب تصرفات الناس معي؟
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمراء النوبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والتواصل والسؤال، وإنما الإجابة على السؤال، المهم أن يكون الإنسان محبوبا عند رب الناس، فاجتهدي في إرضاء الله تبارك وتعالى فإن الله إذا رضي عن الإنسان، ورضي عن عبده أو عن أمته فإنه يأمر جبريل أن ينادي في السماء أن الله يحب فلانة فيحبها أهل السماء، ثم يلقى لها القبول في الأرض، تصديق ذلك في كتاب الله لقوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).
ولذلك أرجو أن لا تعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه، واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأن المهم أن يكون الإنسان محبوباً عند رب الناس، فإذا أحبه رب الناس فاعلمي أن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.
أما مسألة الدراسة فننصحك بمواصلة الدراسة، واعلمي أن ساحات العلم ليس فيها النظرة التي تتكلمين عنها، وهذا الدكتور أو الأستاذ أو الأستاذة التي ستدرسك وتناقشك ليس لها بك علاقة إلا هذه الدراسة، والعلم رحم بين أهله، فلا تتوقفي في إكمال دراستك، واعلمي أن الحياة أرزاق، وأن الله وزع هذه الأرزاق، ومن الأرزاق العقل، والدراسة، والشهادات، والزواج، ونعم الله مقسمة، والله تبارك وتعالى يعطي هذا نعما ويعطي هذا نعما أخرى، والسعيدة هي التي تتعرف على نعم الله عليها، لتؤدي شكرها وتنال بشكرها لربها المزيد.
عليه أرجو أن لا تتوقفي، استأنفي حياتك بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد سبحانه وتعالى، واعلمي أن ربنا العظيم لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، وأن الناس رجالاً ونساء يرتفعون عند الله ليس بألوانهم ولا بأشكالهم ولا بأموالهم، ولكن بما وقر في نفوسهم من التقوى والإيمان والعمل الصالح، فاجتهدي فيما يرضي الله تبارك وتعالى، وغيري هذا النظرة ولا تبالي بالناس، فإن الناس أيضاً ليس من إنسان إلا وفيه نقائص، إلا وفيه عيوب، وكما قلنا نعم الله مقسمة فاعرفي نعم الله عليك، قومي بشكرها لتنالي بشكرك لربنا المزيد، ومثلك أغناها الله بالعلم أرجو أن ترتفعي فوق هذه الأفكار التي للشيطان دخل فيها، فإذا جعلك الشيطان تفكرين بالطريقة المذكورة فاعلمي أن هم هذا العدو أن يحزن أهل الإيمان فخالفيه وعانديه وأشغلي نفسك بذكر الله وشكره.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.