أشعر بأن نيتي غير خالصة لله بسبب وساوس الشيطان، أفيدوني
2022-10-06 02:21:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي عمري 22 سنة، حدثت لي بعض المشاكل الدراسية، ورسبت في السنة الأولى، بسبب تقصيري وجهلي، فقد أدركت أنني لو دخلت الامتحان سأنجح، ولكن لن أحصل على تقدير مرتفع، وخوفي من والدي أثر علي، فقررت أن لا أدخل الامتحان، وأؤجل لمدة سنة حتى أذاكر وأحصل على تقدير (ممتاز)، وأدركت بعد إعادة السنة عدم استطاعتي على تحصيل تقدير أعلى من (مقبول).
حاليًا في نظر أهلي أنني تخرجت، والواقع أنني لم أتخرج، ومنذ أربعة شهور تقربت من الله، وكنت أقوم الليل وأدعو الله كثيرًا حتى يخرجني من هذا الكرب ويستر علي، أعلم أن الله لا يحابي الجهلاء، ولكن ثقتي في رحمته كبيرة، وبالوقت الحالي أجلس في مقهي في المدينة ولا أدري ماذا أفعل؟ فقد ضاقت بي كل السبل.
لدي وسواس يقول إنني تقربت من الله لأجل إخراجي من هذه المصيبة، وأنني لم أصدق النية مع الله، فلن يستجيب لي، ولكن قلبي تعلق في صلاة وقيام الليل، خائف لو أعطاني الله ما أريد أن أرجع عن طاعته وأقصر في عبادته.
أكتب لكم في موقعكم الكريم لأنني أريد التحدث وإخراج ما في نفسي، وأريد أن تدعو لي بأن يفرج الله همي ويزيل حزني ويستر علي، فالموت أهون عندي من إخبار أبي وأمي بما حدث، ولولا خوفي من الله وعذاب الله لقتلت نفسي، ودائمًا أذكر نفسي بقوله: (لا تقنطوا من رحمة الله).
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:
- اعلم أخي حفظك الله: أنه يجب أن نعطي المشاكل حجمها الطبيعي، فلا يكون هناك تهويل ولا تهوين؛ حتى يتمكن الشخص من اتخاذ القرار المناسب، وعليه فأرى أنه لا حاجة لتضخيم الأمر في نفسك، أو إعطائه حجماً أكبر من قدره، بحيث يدب اليأس في قلبك، وتغلق أمامك أبواب الدنيا كلها، واعلم أن ما تراه اليوم هماً عظيماً ستراه غداً أمراً يسراً، أسال الله أن يكفيك ما أهمك، وأن يفرج عنك كربتك.
- أخي حفظك الله: إن الله مع العبد متى كان العبد مع ربه، وأن الله يفتح للعبد أبواب الخير من حيث لا يحتسب، فلا ييأس العبد من روح الله ورحمته، وقد قال تعالى: (فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً)، وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً).
- الشيطان حريص على غواية الإنسان، ولذا أقسم ليغوين الإنسان بكل ما يستطيع، لقوله: (قَالَ فَبِمَا أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين).
- وعليه فلا تلتفت لوساوس الشيطان التي تأتيك بأنك غير صادق النية في عبادتك لربك، وأنها عبادة مصلحة فقط، كل هذا من الشيطان ليصرفك عن طاعة الله، وأكبر ما يحرص عليه الشيطان هو أن يثبطك عن طاعة الله، وأن يشعرك أن عبادتك إنما هي من أجل مصلحة دنيوية، وأن يوقعك في اليأس من رحمة الله؛ حتى تكون أسيراً له يعبث بك كما يشاء.
- اعلم أخي الكريم: أن أهلك هم سندك -بإذن الله- بعد الله عز وجل، حتى ولو عاتبوك أو غضبوا عليك فترة من الزمان، فإن دافعهم في ذلك الحرص عليك وليس شيئًا آخر.
- أخي الكريم: أرى أنه من المهم أن تصارح أهلك بحقيقة الأمر، وأن تذكر لهم مبررك فيما فعلت، لأنهم في النهاية سيعرفون -ولئن يأتي الخبر منك خير من أن يأتي من غيرك-، ولا بأس من أن تتدرج في إخبارهم، بمعنى أن تكلم مثلاً من هو أقرب واحد منهم إليك (أخوك - أختك)، وتطرح له الموضوع، ثم تتعاون أنت وهو في طرح الموضوع لمن يليه وهكذا.
- كما يمكنك -أخي- أن تجلس مع أحد أهلك على هيئة الاستشارة، وأن لديك مشكلة وتريد منه أن يعاونك في حلها والخروج منها؛ بحيث يصبح مساندًا لك في الخروج من هذه المشكلة وليس معاتبًا لك.
- لا بأس بأن تكون مقدمتك في عرض المشكلة أو الموضوع هي الاعتراف بأنك على خطأ، وأنك لم تتخذ القرار الصواب، وأن عدم إخبارك لأهلك كان خطأ، فإن هذه مما يساعد للتعاطف معك ومساندتك.
- أخي حفظك الله: أكثر من دعاء الله عز وجل، واستعن به، واستمر على ما أنت عليه من خير وطاعة وعبادة.
أسال الله أن يغفر لك، ويكفيك ما أهمك، وأن ينزل على قلبك السكينة والطمأنينة وراحة البال، وأن ييسر لك الخير من حيث لا تحتسب، ويصرف عنك الشر وأهله.