أهلي يضجرون مني ولا يرغبون بالتواصل معي، فكيف أتصرف؟
2022-09-15 03:34:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخرجت هذا العام، وقضيت فترة دراستي الجامعية دون أهلي، لم أر أهلي ولا مرة بسبب ظروف السفر، وكنت أتواصل معهم كل فترة، في معظم الأحيان أتصل بأمي وتكلمني بضجر، وكأنها لا تريد الحديث معي، وتكرر الأمر أكثر من مرة.
علماً أنهم في بعض الأحيان لا يتواصلون معي، وعند اتصالي بهم أشعر بعدم أهميتي لديهم، هذا الوضع أزمني منذ فترة، بسبب ابتعادي عن أهلي منذ أربع سنوات، وفي السنتين الماضيتين أشعر بأنني في حاجة إلى الرعاية؛ لأنني أعاني من الاكتئاب، ولا أستطيع مواجهتهم وطلب المساعدة للذهاب إلى دكتور نفسي.
صارحتهم بأنني تعبت أكثر من مرة، والوضع يتعبني، ولم أجد منهم أي ردة فعل وتجاهلوا الموضوع، فهم يرسلون لي مصروفي ولا يحق لي أن أتضايق، لا أدري ماذا أفعل؟ تدهورت صحتي، ونفسيتي متعبة، وأشعر بأني تائهة ولا أستطيع فعل شيء.
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل مع موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.
بداية نحمد الله أنك في عمرٍ وصلت فيه إلى النُّضج، وأنت لست بحاجة إلى عناية كبيرة، بل ننتظر منك أن تكون هذه العناية منك لإخوانك الصغار ولأسرتك.
قطعًا نحن لا نُؤيد ما حصل من الأسرة، ولكن الإنسان دائمًا كما قالوا: (الغائب عذره معه)، هذه الوالدة عندما كانت تتضايق قد لا يكون الضيق منك، فإخوانك الصغار، أو الزوج، أو ظروف الحياة هي التي تُؤثّر على الإنسان، فالإنسان عندما يُكلّم إنسانا في بلدٍ آخر أو في مكانٍ آخر ويجد عنده الضجر هذا لا يعني أنه متضجّر منه، الإنسان يتضجّر من الأحداث التي أمامه، ولذلك أرجو ألَّا تقفي أمام مثل هذه الذكريات طويلاً، فقد مضت.
واعلمي أن كثيرا من الأهل يظنُّون أن بذلهم للأموال وإعطاء الطالب أو الطالبة ما يحتاجه من أموال؛ ذلك دليل على العناية، ودليل على الاهتمام، وهذا بلا شك، ولكن ليتهم أدركوا أن أبنائنا والبنات يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام، بل قد يكون الاهتمام والتواصل المشاعري أهم من الأموال التي تُرسل إليهم، ولكن على كل حال: كوني أكبر من هذه التحدّيات والمواقف التي حصلت، وأقبلي على أسرتك، وأظهري ما عندك من نجاحات وخير، وحاولي أيضًا أن تعوضي مَن حولك من إخوتك الصغار هذا الجانب العاطفي، فإنا نريد من العاقلة الفاضلة خاصة إذا كانت من بناتنا إذا حُرمت العاطفة فينبغي أن تبذل العاطفة لمن حولها من صديقاتها الصالحات، ومن إخوانها الصغار؛ لأن الأنثى هي مخزن العواطف، فلا تتأثري بما حصل، وإن كنَّا طبعًا لا نوافق على هذا، ولكن تلك صفحات مضت، والشيطان هو الذي يُعيد لك هذا الشريط من الماضي ليُحزنك، وهمُّ الشيطان أن يُحزن أهل الإيمان.
فإذا جاءتك هذه الخواطر السالبة فتجاوزيها بسرعة، وانظري إلى ما في هذه الحياة من إيجابيات وخيرٍ، واكتشفي نقاط القوة عندك وما ميّزك الله تبارك وتعالى به، واشكري الله على كل ذلك لتنالي بشُكرك لربِّنا المزيد منه سبحانه.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والنجاح، ونُكرّر شُكرنا لك على التواصل، ونقول: لست تائهة، كلّ مَن في الموقع معك، في مقام الآباء، والأخوات في مقام الأمهات، فستجدي ضالتك في هذا الموقع، ونكرِّر الترحيب بك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.