الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
كما تفضلت أنت لديك قلق عام منذ الصغر، والقلق العام هو الذي يُؤدي إلى الإفراط في التفكير، وتشتت الأفكار وتطايرها وفي بعض الأحيان تداخلها، حالة القلق هذه نتج عنها تفكير وسواسي، كل أفكارك عن العقيدة والتأويلات الأخرى التي تحدثت عنها هي تأويلات وسواسية، وكثيرًا ما يكون القلق مصاحبًا للوساوس، بل القلق هو الطاقة التي تتولّد منها المخاوف وكذلك الوساوس.
أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تتمعّني في حياتك، وسوف تجدين أنك بخير، لديك أشياء إيجابية كثيرة، وعلاقتك بزوجك لا بد أن تصلحيها، والزوجة الذكية هي التي تحفظ زواجها، هي التي تعرف الأدوات والآليات التي من خلالها توطد علاقتها بزوجها، ودائمًا اسألي الله التوفيق في أمر الزواج.
أنت محتاجة لعلاج دوائي، ولا شك في ذلك، هنالك أدوية ممتازة وسليمة، والدواء الذي أراه يُناسب حالتك هو عقار يُسمى (سيبرالكس) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام) هو من الأدوية السليمة والفاعلة وغير الإدمانية، ولا يُسبب أي خلل أو ضرر بالهرمونات النسائية.
جرعة الدواء هذه تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – استمري على جرعة البداية هذه لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى الجرعة الوسطية، بأن تتناولي عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم انتقلي إلى الجرعة العلاجية، بأن تجعلي جرعة الدواء عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا التدرّج في الجرعة مهمٌّ جدًّا، وهذا الدواء سليم وفاعل، لكن يجب أن يكون هنالك التزام قاطع من جانبك في اتباع الإرشادات التي ذكرناها حول جرعة الدواء وطريقة تناوله.
توجد أدوية أخرى مثلاً مثل: الـ (سيرترالين) والـ (إفيكسور)، لكن من وجهة نظري السيبرالكس هو الدواء الأفضل بالنسبة لك.
طبعًا تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا لعلاج القلق، تمارين الاسترخاء تتناول التأمُّل، الاستغراق الذهني، التفكير الإيجابي، ويقوم الإنسان من خلالها بالتنفس المتدرج (شهيق عميق وبطيء، ثم مسك الهواء في الصدر، ثم الزفير أيضًا يكون عميقًا وبطيئًا)، الشهيق عن طريق الأنف، والزفير عن طريق الفم، كما أنه توجد تمارين قبض العضلات وشدها، ثم استرخائها، يا حبذا لو درّبك أخصائي نفسي على هذه التمارين، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فإنه توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (
2136015) يمكنك الاستفادة منها، من خلال الاطلاع عليها وتفهمها ثم تطبيق ما ورد فيها.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذا القلق الذي تعانين منه نريدك أن تحوّليه إلى قلق إيجابي، وذلك من خلال حُسن إدارة وقتك، وحاولي أن تتجنبي السهر، تنامي مبكّرًا، تستيقظي مبكّرًا، تبدئي يومك بصلاة الفجر، ثم بعد ذلك ترتّبي جدولك الزمني الحياتي حسب ما هو مطلوب.
التواصل الاجتماعي الإيجابي، وبر الوالدين من الأشياء الطيبة والجميلة، والتي من خلالها نفتح منافذ إيجابية للقلق.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.