دوخة عند فتح العين وهلاوس عند إغماضها بعد شرب المتة
2022-09-13 00:41:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
شربت المتة، وبعدها قمت وغسلت يداي، وعندما استلقيت فجأة أصابتني دوخة شديدة، فأغلقت عيناي فصرت أرى رؤوساً وعيوناً تريد قتلي، وهلاوس كثيرة، وتصلبت يديّ، فطلبت أن أعمل لها مساجا، شعرت بألم شديد في عضلة قدمي، فطلبت من زوجتي تحريكها مع استمرار الدوخة والهلاوس.
رأيت كأن امرأة بأنف طويل تريد أن تلتهمني فخفت كثيرا، وانتفضت قدمي وهُزت بشكل هستيري، وكل هذا مع استمرار الدوخة وألم في الرأس، ولا أستطيع النوم، وعندما نهضت خفت الآلام، وذهبت الدوخة، وعندما عدت للاستلقاء عادت الدوخة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كما تعرف – أخي الكريم – أن (المتة) تنتمي لفئة المنبّهات، فهي معروفة جدًّا في أمريكا الجنوبية، وقد استجلبها المهاجرون الأوائل أيضًا إلى بعض المناطق في الشرق الأوسط.
بما أن هذا المركب ينتمي لفئة المنبّهات، بالرغم من أنه يحتوي على بروتينات وعلى بعض المواد الذّوابة فإنه أيضًا يحتوي على معادن وعلى نسبةٍ من الكافيين، وتفاعل الناس قد يختلف في كثير من المواد التي تُشرب، خاصة إذا كنّا غير متأكدين من درجة السلامة في هذه المواد.
فيا أخي الكريم: الذي حدث لك طبعًا هي ظاهرة هلوسية، دخلت في نوع من الهذيان، دخلت في نوع من الهلاوس البصرية، وكل التغيرات التي حدثت لك من أرق ودوخة لا شك أنها مرتبطة ارتباطًا مباشرًا لما شربته من المتة.
الذي أراه احتمالاً كبيرًا أن هذا المستحضر الذي شربته لم يكن نقيًّا، أو ليست هي المتة التي كنت تشربها فيما سبق، قد يكون المستحضر نفسه قد تم تحضيره بصورة ليست صحيحة، أو أن المواد الهلوسية كانت عالية التركيز، وإن كان أصلاً لا توجد مواد هلوسية حقيقية في المتة، لكن الكافيين حين يتفاعل مع مكونات أخرى قد يؤدي إلى زيادة في اليقظة، وزيادة اليقظة قد تؤدي إلى شيء من الخلل في الإدراك.
عمومًا: التجربة الحمد لله تعالى قد انقضت، والدوخة التي بقيت معك سوف تنتهي أيضًا إن شاء الله تعالى. أنا أنصحك بألا تعود لشرب المتة على الأقل في الوقت القريب، وإن أردت أن تجري فحوصات طبية عامة؛ هذا أيضًا سيكون أمرًا جيدًا. تأكد من مستوى تركيز الدم، مستوى الفيتامينات، خاصة فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية. هذا فقط من أجل التأكد.
وإن كان كل شيء سليمًا فأنصحك بتناول دواء بسيط يزيل هذه الدوخة، ويُحسّن نومك إن شاء الله تعالى، الدواء يُعرف باسم (دوجماتيل) اسمه العلمي (سولبرايد)، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، وإذا لم تتحسّن بعد ثلاثة أيام يجب أن تذهب وتقابل الطبيب، طبيب الباطنية، طبيب الجهاز العصبي، كل هؤلاء يمكن أن يقوموا بالواجب واللازم تمامًا.
أمَّا إذا تحسنت بعد ثلاثة أيام من تناول السولبرايد بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً فاستمر عليه لمدة عشرة أيام أخرى بنفس هذه الجرعة، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، وحاول أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، تجنّب النوم النهاري، وتجنب تناول الشاي والقهوة المركزة، أو لا تُكثر منها على الأقل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.