هل ترك الدراسة بسبب الاختلاط يعتبر عقوقاً لرغبة أمي وأبي بالإكمال؟
2022-09-06 00:20:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في الصف الثالث ثانوي -توجيهي- لم يمر على بداية التزامي الكثير، وعرفت حكم الاختلاط مؤخرًا، أنا متفوقة جدًا في دراستي، وأنعم الله علي بقدرات كبيرة، فما يجده الناس صعباً أجده سهلاً ولا مشكلة فيه.
في بلادي لا يوجد لدينا مدارس، أو جامعات، أو معاهد غير مختلطة، عرضت على والدي ووالدتي البقاء في المنزل بعد نيل شهادة الباكالوريا، لكنهم عارضوا وبشدة، وظل والدي ووالدتي يعرضون علي التخصصات الجامعية، وقال والدي أنني عندما أصبحت في المرحلة الجادة والتي ينبغي فيها الإبداع أصبت بالاعوجاج، فهم يأملون الكثير، والعمل الرفيع مني.
ليس لدي حل ولا مفر، لقد كنت الأمل لهم، أحيانًا يجول في ذهني أنه يمكنني بدراستي أن أقدم للإسلام شيئًا، ولكنني أظنه خاطرة من الشيطان يضحك فيها علي، والله إنني أتألم بسبب حبي للدراسة، وخائفة جدًا، وأدعو الله أن يرزقني مكانا يرضى به علي ويرضيني فيه.
أحيانًا أفكر أنه لا حل أمامي سوى الدراسة بتخصص يخص البرمجيات، حتى لا أضطر بسبب ضغط والدي ووالدتي إلى العمل بالخارج بعد إكمال الدراسة، وأكتفي بالعمل من المنزل فقط، لكنه تخصص صعب، ويحتاج إلى جهد كبير، وأخاف بسبب حالتي هذه أن لا أستطيع، وبذلك أضيع وقتي دون فائدة، فلا أرضي والداي، ولا أرضي الله.
ولدي شعور كبير أنني سوف أهمل قدراتي، ولا أستفيد ولا أفيد بها، يأكلني الشعور مرارًا، ما الحل؟
شكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إحسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- المتفوقة، ونسأل الله أن يُعينك على شُكر هذه النِّعم لتنالي بشكر ربِّك المزيد، ونحب أن نؤكد لك أن بر الوالدين أيضًا من الأمور الأساسية المهمّة، ونؤكد أيضًا أنه ليس كل الجامعات شر، وليس في كل الجامعات أشرار، فالفتاة المؤمنة الحريصة ستجد المنقّبات والمُحجّبات والمتستِّرات في كل الجامعات، وفي كل الأماكن، وعليها أن تنحاز إلى هؤلاء الصالحات وتكون معهنَّ، ولا شك أن الأسرة دورها كبير في تأمين الأمان للبنت في هذه الناحية.
ولذلك نتمنَّى ألَّا تتوقفي عن الدراسة، لكن من المهم جدًّا أن تُحافظي على حجابك الكامل وسترك الكامل، وهناك ستجدي مَن يُعينك على هذا من الصالحات ومن بنات الصالحين، وهنَّ كُثُر و-لله الحمد-، في كلِّ الجامعات العربية، بل في الجامعات الغربية أيضًا هناك مَن يتمسّكون بدينهم ويقبضون عليه كالقابض على الجمر.
عليه: أرجو أن تُكملي دراستك، مراعيةً القواعد الشرعية، أمَّا إذا حصل لك وشعرت أن الأمر فيه خلل فالدِّين أغلى، والتمسُّك بالدّين هو الأصل، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، لأن التوقّف عن الدراسة يكون مصدر ندم لك وإزعاج لأسرتك، والأمة أيضًا بحاجة إلى نابهات وناجحات، حتى يقمنَ بتعليم بناتنا وأخواتنا، حتى لا يضطررن إلى المعالجة عند طبيب رجل، أو التعامل مع رجل في أي مجال من مجالات الحياة، و-لله الحمد- أنتِ بهذا الحرص على الخير وبهذا الحرص على الطاعة.
نسأل الله أن يُعينك على النجاح وعلى الفلاح والسير في هذا الدّرب، ولك ولأسرتك أن تتخذوا ما شئتم من الضمانات، بالسؤال عن الجامعات، وعن المجالات المناسبة، ونسأل الله أن يُعين الجميع على ما يُرضيه.
ولا شك أنك صاحبة الاختيار في التخصص المناسب الذي تجدي في نفسك ميل إليه وحب له، وهذا يُعين على النجاح والتفوق، لأنّا لا نريد مجرد النجاح، بل نريد التفوّق لتكوني بعد ذلك في خدمة أُمّتك، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يُعينك على بر الوالدين، وأن يُعينهم أيضًا على تفهم هذه المشاعر النبيلة التي تحمليها، من حرصٍ على تقديم طاعة الله، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.