أمي تزوجت بعد موت أبي وأنا كرهت الحياة
2022-08-30 00:50:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عمري 14 سنة، مات أبي -الله يرحمه- وكنت بعمر 12 سنة، علماً أني لم أر أبي يتحرك بقدميه منذ ولادتي؛ وذلك كان سبب طلاق أمي من أبي، ثم تزوجت أمي من شخص آخر، والذي أصبح يقول لي أمام أمي: إني فاشل، وعديم الفائدة.
زوج أمي يذهب إلى العمل ولا يأتي بقليل من المال؛ فهو بخيل، وقد ذهبت معه إلى العمل ورأيته يأخذ فلوساً، وقال: إنه لا يعرفني، ومن هذا الكلام.
أمي لا تبالي، هي فقط تريد أن يأتي لهم ولد، وهو لديه مرض لا ينجب أطفالاً، لكن هذا كل الذي يريدونه.
عندما كنت في سن الـ12 أخذت حبوباً كي أموت، لأني منذ موت أبي أحسست بعدم الاهتمام، وأنا حالياً أضر جسمي؛ لأني لا أحس أني سأكمل هذه الحياة، أريد شخصاً ينصحني ويتكلم معي، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع.
بداية: نسأل الله أن يرحم والدك رحمة واسعة، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُعين الوالدة وزوجها على الوفاء بحقك والقيام بأمرك، ونحمد الله تبارك وتعالى أنك بلغت مبلغًا تستطيع فيه أن تتواصل مع الموقع، تعرض الأسئلة، وتعتمد غدًا إن شاء الله على نفسك، بعد الله تبارك وتعالى.
اعلم أن الله تبارك وتعالى هو الرزّاق، وأن على الإنسان أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، فربُّنا الكريم تكفَّل بأرزاقنا، وهو القائل: {وما من دابة في الأرض إلَّا على الله رزقها}.
إذا كان زوج الأم أو الوالدة يبخلون عليك اليوم؛ فغدًا يدُك ستمتلئ بالخيرات، فثق بالله تبارك وتعالى، وأبشر بالخير، وانتبه للأمور التالية:
أولاً: عليك بكثرة الدعاء لنفسك وللوالد وللوالدة.
ثانيًا: عليك بالالتزام بالصلاة فإنها مفتاح للرزق.
ثالثًا: عليك بالرضا بقضاء الله تعالى وقدره.
رابعًا: عليك تجنب محاولات الانتحار أو إلحاق الأذى بنفسك، فإن هذا من الأمور الخطيرة، فالمنتحر – والعياذ بالله– يُنزل على نفسه غضب الله تبارك وتعالى، ويخسر دنياه وآخرته، فتعوّذ بالله من مجرد التفكير في مثل هذه الأمور.
أخيرًا: أرجو أن تنفتح على مَن حولك من الزملاء الصالحين، واعلم أن في الناس أخياراً، والإنسان لكي يريد مَن يُؤانسه عليه أن يذهب إلى مواطن الخير كالمساجد، مواطن الخيرات سيجد فيها مَن يسجد لله ومَن يركع لله، وفيها من يهتم بحفظ القرآن، فكن منهم، تواصل معهم، وتناصح معهم، وعندها ستجد في نفسك الكثير من الراحة؛ لأن الإنسان مدني بطبعه، يحتاج إلى الناس والناس يحتاجون إليه.
نحن في الموقع نكرر الترحيب بك وبأسئلتك، ونكرر التحذير والتخويف لك من تعريض النفس لما يُغضب الله تبارك وتعالى، وأيضًا لا تُعط ما يصدر من زوج الوالدة –أو حتى من الوالدة – أكبر من حجمه، واجتهد دائمًا في أن تكون مع الله تبارك وتعالى، وكن وفيًّا للوالدة، فهي أيضًا تظلُّ والدة وإن قصّرتْ، لها حق البِّرِّ، كما أن الوالد –رحمه الله– له حق الدُّعاء، وأحسنْ إلى جميع الناس، وتوكّل على ربِّ الناس واستعن به.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.