فكري مشوش وتراودني أفكار انتحارية، فبماذا تنصحونني؟
2022-08-31 00:51:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ سنوات من التفكير المشوش، وعدم التركيز، وأشعر بالغباء، ولا أستطيع فعل شيء، علاقاتي الاجتماعية معدومة، وأشعر بالدوخة، وألم في الصدر والرأس، وأشعر بالرعشة ورفة بجميع أنحاء الجسم، وزغللة في العين، نظري مشوش، وأشعر بشيء يسمى الصدمات الكهربائية (brain zabs)، ونوبات هلع متكررة، وأشك بأمراض عضوية (أعتقد أن معي السرطان أو ورم دماغي)، يوميا أشعر أنني أموت من شدة التعب من الأعراض.
ذهبت لطبيب نفسي، واستخدمت دواء (لاسيتال) ولم يحقق نتيجة، ثم (دافليكس) شعرت بتحسن بعد 6 شهور، واستمررت لمدة عام ونصف ولم أستفد، وحاليا أنا على دواء (زيلاكس) وهو أفضلهم، شعرت بتحسن كبير، فأنا أتناول هذا الدواء منذ 9 شهور، ولكن منذ شهر انتكست وعاد كل شيء من جديد.
أصبحت أشرب الكحوليات حتى أهدأ وأستطيع النوم، وزني زاد كثيرا، ولا أستطيع أن ألتزم بشيء لا رياضة، ولا حمية غذائية، وحتى عملي أواجه مشكلة فيه، والصلاة والإيمان بالله والشكوك، أحب البقاء وحدي، وتراودني أفكار انتحارية، وأتمنى الموت كل يوم.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rashed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.. الأعراض التي لديك معظمها نفسوجسدية وظاهر أنه لديك درجة من القلق الاكتئابي البسيط إن شاء الله تعالى، العلاج أيها الفاضل الكريم بجانب (الديلاكس) والذي يعرف باسم (استالبرام) وهو دواء متميز جداً، تحتاج لعلاج داعم، والعلاج الداعم الذي أرجو أن تتناوله عقار (سوليان) هذا هو اسمه التجاري ويسمى علمياً (أيميسلبرايد amislbired) تتناوله بجرعة 50 مليجرام صباح ومساء لمدة شهر، ثم تجعل الجرعة 50 مليجرام في الصباح و100 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم تخفضها إلى 50 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم 50 مليجرام مساء لمدة شهر ثم تتوقف عنه. هو دواء رائع جداً وسوف يدعم كثيراً فعالية (الزيلاكس) وهو (استالبرام) كما ذكرت لك، وأنت لم تذكر جرعة (الزيلاكس) إن كنت تتناول 10 مليجرام ارفعها إلى 20 مليجرام يومياً على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ثم ترجع وتجعل الجرعة 10 مليجرام يومياً، وهو دواء فاعل وسليم.
إذاً أيها الفاضل الكريم هذه هي العلاجات الدوائية الضرورية والتي أرى أنها سوف تساعدك كثيراً، ومن الناحية السلوكية أخي الكريم طبعاً لا يمكن للإنسان أن يعالج نفسه بشرب الخمر، الخمر لها مضارها تزيد من الاكتئاب، تشجع على الفكر الانتحاري، وأنت ذكرت أنك تراودك أفكار انتحارية، ويا أخي لماذا تنتحر الدنيا بخير وأنت مسلم والله لطيف بعباده، ولا تتمنى الموت، أنا أعتقد أنك بعد أن تخرج من هذه الحالة الاكتئابية سوف تحس بجمال الحياة، لكن يجب أن تتوقف عن تناول الخمر، والدواء الذي يعرف باسم (سوليان) حين تتناوله مع (الزيلاكس) سوف يساعدك كثيراً على النوم والاسترخاء بشرط أن تتجنب النوم النهاري، وأن تمارس الرياضة بصفة يومية، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب السهر، وطبعاً لا تشرب القهوة أو الشاء بعد الساعة الرابعة مساء، وأحرص على أذكار النوم، هذا كله يا أخي سوف يحسن تماماً من مزاجك ومن ثم يتحسن النوم.
لا بد أن تجعل حياتك فاعله ومفيدة، وأفضل الناس هم الذين يفيدون أنفسهم ويفيدون الآخرين، أيها الفاضل الكريم يجب أن تحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية، كتلبية دعوات الأفراح، زيارة المرضى، تقديم واجبات العزاء، التواصل مع الأصدقاء والأرحام، دراسات كثيرة جداً أشارت وبصورة قاطعة أن الذين يقومون بالواجبات الاجتماعية هم من أفضل الناس فيما يتعلق بالاستمتاع بالصحة النفسية الإيجابية، أنا ذكرت لك الرياضة والرياضة مهمة جداً وهي تقوي النفوس قبل الأجسام، كل أعراضك النفسوجسدية وتخوفك من السرطان هذه المخاوف ناتجة من القلق ومن المزاج الاكتئابي، فأرجو أن تطبق ما ذكرته لك من إرشادات وأن تحرص على الصلاة في وقتها، ولا تجعل للشيطان سبيلًا إلى نفسك، جالس الصالحين من الشباب وسوف تجد في ذلك خيراً كثيراً.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.
---------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي.......... مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
---------------------------------------------------------------------------
مرحبا بك أيها الأخ الكريم والابن الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن يكتب لك السلامة والعافية، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تنتبه للتوجيهات التي وصلتك من دكتورنا الدكتور محمد، وهو من القمم الكبير في هذا العلم، وفي هذا الجانب جانب الطب النفسي، وأرجو أن تستفيد من نصائحه أيضاً الإيمانية، واعلم أن الله لم يجعل علاجاً فيما حرمه الله علينا، وتناول الخمر أو مثل هذه الأشياء في مثل هذه الأحوال هو هروب من المرض لا يزيد الأمور إلا سوءاً، بل هو أساس المرض وأساس الشر، فالخمر هي أم الخبائث وهي أم الكبائر.
أما بالنسبة لما يعتريك من الشكوك فأرجو أن تقابلها بالإهمال، وأعلم أن رفضك لهذه الشكوك وكتابتك أنك تذكرها على سبيل الضيق هذا دليل على الخير الذي فيك، فالصحابي لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمر يأتي في نفسه، وزوال السماوات أحب من أن يتكلم به قال: الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسواس، أي أصبح الشيطان لا يستطيع إلا أن يوسوس، ثم علمنا فقال: "إذا وجد الإنسان ذلك يقول آمنت بالله ويتعوذ بالله من الشيطان، يقول آمنت بالله ثم ينتهي بمعنى أنه يغير الموضوع، وهذا ما أشار إليه الدكتور بضرورة تجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، والإنسان يخالط الناس ويتعايش مع الناس، والإنسان لا يمكن أن يسعد وحده، وهذا يعينك بعد توفيق الله على طرد الوساوس السلبية، والوساوس الانتحارية، فإن الانتحار جريمة يخسر فيها الإنسان الدنيا والآخرة، عياذاً بالله.
ولذلك نتمنى أن تستمع لهذه التوجيهات وتكثر من تلاوة القرآن، وذكر رب الأرض والسماوات، والسجود لله تبارك وتعالى؛ فإن السجود لله مجلبة للطمأنينة والخير والراحة والأجر والثواب، والصلاة هي باب الرزق وهي باب الخير، فنسأل الله أن يعينك على الخير ونتمنى أن نسمع عنك خيراً، وأنت أكبر من هذه الوساوس.
أما الخمر فيجب أن تتوقف عنها فوراً لأنها أم الكبائر وأم الخبائث، وحاول أيضاً أن تتسلح بالرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وأكثر من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى واقترب ممن حولك من الوالد الوالدة، الأهل، الأصدقاء كن معهم دائماً وتجنب أن تكون وحيداً، وإن كنت وحدك أيضاً أشغل نفسك ولسانك بذكر الله وطاعته.
أسأل الله لنا ولك والتوفيق والسداد.