رغم التزامي لا أستطيع التوقف عن التعلق بالشباب
2022-06-20 03:40:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد أن يجيبني د.أحمد الفرجاني.
عمري 19 سنة، طالبة طب، حديثة الالتزام -منذ عامين- كنت في طفولتي شديدة التعلق بأمي لدرجة جنونية، حتى أنني أجن إن لم تصحبني معها إلى مكان ما، وفي مرحلة المراهقة تخلصت من هذا التعلق، وفي عمر العاشرة تقريبا توجه هذا التعلق نحو الفتيان، حيث بدأ الأمر مع فتى كان لطيفا معي، ثم كنت كل مرة أتعلق بفتى لإعجابي بشيء فيه، أو فقط لملاحظتي أنه مهتم بي، أتعلق به بسرعة شديدة، وبعدها عندما أجد غيره أنساه بنفس السرعة، ولا أشعر بأي شيء، وكل هذه التعلقات لم تفض في أية مرة إلى علاقة محرمة، بل كنت أدفن الأمر عندي، وفي فترات حمقي كنت أحاول إظهاره للشخص الآخر.
الآن التزمت ولا أريد هذه التفاهات، وأنا الآن متعلقة بطالب معي ملتزم، يزعجني أمر تفكيري فيه، أفقد صوابي أمامه وأتعامل كالأطفال الصغار، كأن أحاول المشي من طريق ما لتلاقي طرقنا، و-الحمد لله- منذ التزامي أغض بصري مع هفوات -مع الأسف-، أنا لي عزة نفس ولا أريد التفكير فيه أو في غيره، دائما أدعو الله أن يخلصني من هذه العادة، ومتأكدة أنني سرعان ما سأمل من هذا وسأجد غيره، مع العلم أن عالمي بعيد عن الرجال الأجانب كل البعد، ليس لدي وقت فراغ بالمرة.
مشكلتي أنني يمكنني التعلق بشخص فقط بقراءة اسمه في مكان ما، وسماع صفاته، أعلم ما ستقولون، لا تبحثي في حسابه، لا تحاولي التقرب منه، لا تفكري فيه، والله لا أفعل، والله كل مرة أقول لنفسي تماسكي، لا تتصرفي كالأطفال، لكن دون جدوى، وأحاول أن أنفضه من تفكيري، المشكلة ليست فيه، أعلم أنها نزوة عابرة، أريد التخلص من هذه العادة نهائيا، ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعمّر قلبك وقلوبنا بحب الله تبارك وتعالى، وأن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
سعدنا جدًّا لأنك عرفت موطن الداء، ونعتقد أن معرفة الخلل هي الخطوة الأولى -بعد توفيق الله وتأييده- للتخلص من الخلل الحاصل والتعلُّق الحاصل، ومن الطبيعي أن تتعلّق الفتاة بالشاب صاحب الدين، وتلك منقبة للفتاة، ولكننا ينبغي أن نحكتم في عواطفنا وفي تعلُّقاتنا وفي سائر أمورنا بضوابط وقواعد هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
وعليه: فنحن ننصحك:
أولاً: باللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
ثانيًا: غض البصر والاجتهاد في ذلك، لأن الأمر كما قال الشاعر:
كل الحوادث مبدأها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر
ثالثا: ينبغي أن تتذكري أن هذه العلاقات ينبغي أن تبدأ وفق القواعد الشرعية، فلا تحاولي التعلُّق بأي شاب إلَّا إذا طرق الباب وقابل أهلك الأحباب، وكانت هناك إمكانية للارتباط به وإكمال مشوار الحياة معه، ولا أعتقد أن في ذلك عيب.
كذلك أيضًا ينبغي أن تتخلصي من آثار الماضي، فكل ما حصل من تعلُّقٍ طويل بالوالدة ثم الانفكاك من تلك العلاقة، ثم حدث بعدها من تعرُّجات وانعطافات في العلاقة العاطفية، كلُّ ذلك يترك تأثيرات، ولكننا نراهن على ما عندك من الخير والعقل والوعي، والقدرة أيضًا على التخلص من مثل هذه الأمور.
ونحب أن نؤكد أن الحب الحلال الذي يُرضي الله الكبير المتعال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتًا ورسوخًا، لذلك أرجو أن تشغلي نفسك بالمفيد، وأشغلي لسانك بذكر الله تبارك وتعالى، وعمّري قلبك بحب الله تبارك وتعالى، وأشغلي نفسك بالمهمات الكبيرة، واجتهدي في تفادي الأماكن التي يُوجد فيها الرجال، فإن من مصلحة الفتاة أن تحشر نفسها وسط زملائها.
واعلمي أن الشريعة باعدت بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، حتى جعلت خير صفوف النساء في الصلاة آخرها، رغم أنها تقف بين يدي الله، لبُعدها عن الرجال، فكوني بعيدة عن الرجال، وتوكلي على الكبير المتعال، واشغلي نفسك بمعالي الأمور، واهتمّي بدراستك، وسيأتي اليوم الذي يضع الله في طريقك من يُسعدك، والحمد لله أنك تسيطرين على الوضع، ولا تُظهرين مثل هذه الأشياء للطرف الآخر، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، فإن الإنسان إذا نجح في أن يكتم هذه المشاعر ثم يُقيدها بضوابط الشرع، ثم ينتظر المشاعر الحلال التي يُؤجر على إظهارها فذلك هو الطريق الذي ينبغي أن تسلكيه.
ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك في الموقع، ونحن بحاجة إلى أن تلتزمي بالخطوات العملية: الدعاء، حب الله تبارك وتعالى، الاشتغال بالمفيد، البعد عن مواطن الشباب، غض البصر، الاشتغال بمهمات الأمور، الإصرار على أن تبدئي حياتك وفق قواعد الشرع، ثم تواصلي مع موقعك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.