هل أترك خطيبي لأني لا أحبه رغم تدينه وخلقه؟
2022-05-18 02:59:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تقدم لي شاب منذ ثلاثة شهور، لا أعرفه ولا يعرفني، قمنا بالنظرة الشرعية، وتم الارتياح مبدئيا، ثم استخرت الله ووافقت، وهو أيضا وافق، ثم تمت الخطبة، وبعدها بدأنا بالمكالمات الهاتفية، وعندها بدأ يتغير شعور الارتياح إلى عدم القبول، لدرجة أني لا أريد أن أتحدث معه، هو شخص طيب جدا وخلوق ومتدين، وتعلق بي كثيرا، ففكرت أن أدع لنفسي فرصة، وحاولت إزالة فكرة أنني لا أتقبله، ارتحت ليومين، وبعدها رجعت من جديد لا أتقبله، وعندما يتغزل بي لا أشعر به، ولا أبادله نفس الكلام أو الشعور، وأتوجع لأنه هو يحبني، وأنا مستمرة معه ولا أحبه، فقررت أن أتركه.
أنا حائرة جدا، وخائفة، هل سأندم على تركه؟ أحيانا أفكر أنني إذا تركته لن أجد الذي أحبه، وربما بعد الزواج أندم أني تزوجت عن حب، وتركت ذلك الشاب الخلوق الكريم الذي لا يرفض لي طلبا، وأحيانا أقول الحب يهون كل شيء، أنا لا أريد المال بقدر رغبتي في الحب، أستطيع أن أتحمل الفقر، ولكن سيكون هناك لحظات جميلة، لأني أحب زوجي ولكن العكس لا، إذا كان غنيا وحصلت على كل ما أريده من أكل ولبس ولا أحبه، ففرحتي لا تكون حقيقية، ماذا أفعل؟ أحيانا أقول سأكمل معه وسأتزوجه وأصبر على عدم حبي له، لأنه شاب خلوق ومتدين ويحبني، ولكن تمر لحظات أحس بوجع وتحسر، والآن أقنعت أهلي أنني سأتركه، ووافقوا، ولكن الآن أنا غير قادرة على أخذ الخطوة، هل أتركه؟ أنصحوني بالشيء الذي لا يجعلني أتراجع عن قراري لاحقا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مبروكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير، كما نرجو أن تقرئي كلامنا مرة واثنتين وثلاثة قبل اتخاذ أي قرار.
أولا: من حيل الشيطان أنه متى ما رأى توافقا بين شاب وفتاة، وكان الدين هو الجامع لهما، أن يبغض أحدهما في الآخر، حتى يراه على صورة غير الصورة المرضية، ثم يبغض هذا في ذاك حتى يحدث الانفصال، ثم بعد ذلك يأتي الندم، ولكن بعد فوات الأوان.
ثانيا: الضابط الذي يجعلك متأكدة هل هو من فعل الشيطان أم حقيقة في :
1- هل هناك سبب رئيس أو حادثة حدثت، أو تجاوز منه، أو شيء يضر دينك أولا أو يضرك أنت ثانيا؟ ودعينا نوضح أكثر: هل فعل ما يستوجب تركه من الإقبال على المعاصي الكبيرة، أو التجرؤ على حدود الله تعالى، أو المكابرة؟
هل وجدت فيه من الخلق ما يستحيل حياتك معه؟ هل ظهر من سمته ما زهدك فيه بحيث لن تستطيعي مطلقا التكيف معه؟ لاحظي أننا نقول: يستحيل، ولم تستطيعي مطلقا. لأن النسبية واردة، وليس هناك رجل على وجه الأرض فيه كل ما تريد الفتاة، كما أنه لا توجد امرأة كاملة فيها كل ما يريد الرجل.
إذا كان الجواب: لا، فاعلمي يقينا أن هذا شيطان، فتمسكي بهذا الأخ، وحافظي على أذكارك، واستعيذي بالله تعالى من الشيطان وشركه، وإذا كان الجواب أن صفاته الجيدة أكثر من السلبية، فنحن نقول لك: ومن في الدنيا بلا سلبيات، المهم في الزوج أن يكون فيه ثلاث صفات:
1- الدين الذي يحجبه عن المكابرة عند الخطأ، ويحرضه على الطاعة، ويمنعه عن الظلم.
2- الخلق الحسن الذي يجعله ينتقي من الكلام أطيبه في أغلب الأوقات، فالحياة ليست مثالية.
3- الارتياح له من الناحية الخِلقية، بأن يكون شكله مقبولا لك.
أختنا الكريمة: إذا وصلت الحيرة عندك أشدها، فاجلسي مع أحد المحارم من أهلك الذين فيهم صفة العقل والحكمة والدين، وحدثيه أو حدثيها بما يجول في خاطرك، واستشيريها، فإن تعذر ذلك، فاستخيري الله عز وجل في الأمر، وحافظي على الأذكار، ودعي الأمر بلا تدخل منك، فإن أتم الله الزواج فهو الخير، وإن لم يتمه فهو الخير، فالاستخارة لا يعقبها إلا الخير.
أختنا بالنظر إلى سنك، فأنت في مرحلة جيدة اليوم للخطبة، لكنها ليست الأجود، فلا تقدمي على ما تندمي عليه إذا لم يكن في الرجل ما يخدش الدين والخلق، وليس في خلقته ما ينفرك منه.
والله الموفق.