تقدم لخطبتي شخص متزوج، فما رأيكم؟
2022-03-31 05:38:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة ملتزمة، وبعمر ٢٤ عاماً، لم يسبق لي الارتباط من قبل، تقدم لي شخص أعرفه كان معي بالجامعة، يكبرني ب ٣ سنوات، ولكن لم تجمعنا أي مواقف، غير أنه كان يعطي دروسا للتفسير في المسجد وكنت أحضرها، بعد ذلك قدر الله وعملت معه من البيت، وكان العمل مع كامل التكلفة والحدود ويشهد الله.
هو شخص أحسبه على خير ودين وخلق، كريم الطباع، مجتهد في أمر دينه ودنياه، ولكنه متزوج منذ ٣ سنوات، ولديه ابن، تكلم مع أبي، وقال أن عنده من الأسباب ما يحتم عليه الزواج الثاني، وأنه يريد السعادة لبيته الأول، ويسعى أن يكرم زوجته الأولى والثانية عندما يقدر الله هذا، ولكن أبي رفض رفضاً تاماً، ليس لرفضه الشخص، فأبي يحبه ويحترمه كثيراً، وقال له لو لم تكن متزوجاً ما رفضتك، وهذا الشخص أيضاً يحترم أبي كثيراً.
الآن أهلي رفضوا، وأنا في حيرة من أمري، أبي يرى أني أخطأت عندما فكرت في القبول، وأنني ما كان ينبغي لي حتي التفكير في الأمر، لأنه بالنسبة لهم أمر سيء جداً، فأنا -والحمد لله- ليس لدي عيب أو نقص لأقبل بهذا الوضع، ولكنني قبلت به لما رأيت من الخير في دينه وحياته، وأنني فعلاً ارتضيت دينه وخلقه، وشعرت بقبول شخصيته وتقارب الأفكار، وزوجته تعلم بأمر زواجه، ومتقبلة للأمر رغم صعوبته عليها.
استخرت الله، وشعرت بالرضا تجاه الأمر؛ لأنه تقدم لي الكثير من قبل ولكن لم يحدث نصيب لأسباب كثيرة، وموقف أمي هي غير موافقة، ولكن أستطيع مناقشتها في الأمر، ومحاولة إقناعها، لكن أبي شديد الرفض للمبدأ، ويراه عيبا في حقي وحقه، ويخاف علي من القيل والقال ونظرة الناس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة، نشكر لك حُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير وأن يُصلح الأحوال.
لا شك أن هذا الرجل المتقدِّم فيه صفات عالية، وأحسنت عندما رغبت في دينه وخُلقه، وأحسنت الوالدة أيضًا عندما أفادتك بنوعٍ من التعاطف، وعليه فنحن ننصحك بالاستفادة من موقف الوالدة حتى تُؤثّر على الوالد، والموضوع يحتاج منك إلى صبر، وقد يحتاج من الطرف الثاني إلى أن يُكرر المحاولات، خاصة وهو المحترم والمعروف بالنسبة للعائلة والأسرة.
نحب أن نؤكد أن هذا الأمر ينبغي ألَّا تنزعجي لأجله، فنحن علينا أن نبذل الأسباب ثم نتوكّل على الكريم الوهاب، وما يُقدّره الله تبارك وتعالى هو الخير، ومن حقك إذا تقدَّم أي إنسان أن تنظري إلى دينه، أنت صاحبة القرار وأنت صاحبة المصلحة، ورغم أن الوالد ربما نيته ويريد لك الخير إلَّا أن الخير في صاحب الدّين، إلَّا أن الخير فيمَن يحصلُ معه تقارب وانشراحٌ وميل، ولكن نتمنّى أن تجدي من الأعمام والعمّات والأخوال والخالات مَن يُؤثّر على الوالدين، على الوالدة ثم يتعاونوا جميعًا في التأثير على الوالد، حتى يُغيّر وجهة نظره.
نسأل الله أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به.