كيف أمنع ولدي من الانتحار؟
2022-03-28 04:59:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابني البالغ من العمر ١٢ عاما صرح لي عن رغبته في الانتحار، وأحاول التعامل مع المشكلة عن طريق توفير مزيد من الاهتمام والوقت للتحدث معه عن مشاكله، وهو يرفض التحدث مع طبيب نفسي، وأريد أن أعرف كيف أمنعه من تنفيذ فكرة التخلص من حياته بدون اللجوء للأدوية أو الطبيب؟
مع العلم أنه لا توجد أي مشاكل خطيرة في حياته، ولكن بعض المنغصات مثل: عدم قدرته على تكوين صداقات في المدرسة، وشعوره بأنه غير محبوب من زملائه حسب ما صرح لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً نسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك ويزيل ما به من أفكار سلبية.
ما هو مفيد في الأمر أنه صرح بذلك وقد يكون ذلك مؤشراً إيجابياً حتى تنتبهي لمشكلته، وعمل ما يلزم عمله من طرق وقائية، وفي نفس الوقت لابد من أخذ هذا التصريح بمحمل الجد.
فالأمر يتطلب تقييم الخطر أولاً وذلك بالسؤال عن نيته في تنفيذ هذه الفكرة، وهل هناك خطة واضحة لتنفيذ ذلك، وهل لديه تجربة في إزاء نفسه وهل شاهد في الإعلام أفلاما أو في وسائل التواصل الاجتماعي من يروجون إلى عمليات الانتحار وغيرها من الأسئلة التي تساعد في تقييم الخطر ومعرفة درجته.
وإذا استدعى الأمر لمقابلة طبيب نفسي ينبغي أن لا تترددين في ذلك؛ فحياة ابنك من الأولويات، ولا مجاملة فيها مهما كلف ذلك من التعرض للوصمة الاجتماعية وغيرها من العوامل التي تحد من ذهابك إلى العلاج، وأنت بما أنك تعملين في المجال الطبي فمن باب أولى المحافظة على حياة ابنك قبل حياة الآخرين.
ولا شك أن ما تقومين به من اهتمام وحديث عن مشاكله يعتبر مفتاح لمعرفة المزيد عن ما يعانيه. وهو لم يصل لهذا التصريح إلا لأنه ضاق به الألم ولم يجد حلاً له.
ومن المهم زيارة المدرسة والسؤال عنه وعن الصعوبات التي تواجهه فربما يكون صادقاً فيما قال وربما تكون هناك مشكلة أكبر ولكن لم يصرح بها، فأخذك لهذه المعلومات ممكن تكون بطريقة سرية دون علمه، وإذا كان هناك أخصائي اجتماعي في المدرسة يمكن الاستعانة به في جمع المعلومات وأيضاً في وضع الطرق العلاجية المناسبة للمشاكل التي ذكرها.
أيضاً دور والده إذا كان موجوداً مهم في تقوية شخصيته وفي زيادة ثقته بنفسه، وإذا كانت هناك أي صرعات أسرية ينبغي أخذها في الاعتبار، فالمدرسة يمكن تغييرها ولكن الأسرة بالطبع صعب تغييرها.