لا أحس بالواقع ولا أستطيع الخروج من المنزل.
2022-03-22 04:24:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل شهرين تقريبا أصبت بنوبة هلع فجأة، وتواصلت مع دكتور نفسي، وساعدني على أن أسيطر على ضيق النفس والاسترخاء -والحمد الله-، وارتحت من ضيق النفس والهلع والرجفة، وبعدها دخلت بحالة لا أعرف كيف أفسرها لا أحس بالواقع وكأني بحلم، وإذا رجعت أحس بواقعي أرجع لنفس ضيق النفس، والصداع، ولا أستطيع الخروج خارج المنزل بسبب هذه الحالة.
الآن لم أعد أرغب بأي شيء، ولا أحس بأي فرحة، وبليدة المشاعر، وأحس نفسي كالأدمية بدون فائدة، لا تركيز، ولا إحساس، ولا شعور، ولا أستطيع النوم براحة؛ لأنه عند النوم يصبني ضيق نفس وخوف ورجفة، أرقي نفسي وأقرأ القرآن، وأصلي ولكن بدون إحساس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
نوبات الهلع دائمًا مرتبطة بوجود نوع من قلق المخاوف، وهذا أيضًا قد تنتج عنه وسوسة، فالحمد لله تعالى - كما تفضلتِ - تمت السيطرة على النوبة الأولى، وبعض الناس - وأعتقد أن شخصك الكريم منهم - قد تنتابهم نوبات مستقبلية لكن تكون أقلّ وأضعف، وقد تكون هنالك أعراض أخرى - كالشعور بالتغرُّب، أو ما يُسمَّى باضطراب الأنّية - وهذا هو الذي يحدث لك الآن.
طبعًا تبلُّد المشاعر ناتج أيضًا من القلق، الإنسان حين يُركّز كثيرًا على مشاعر القلق يحصل نوعًا من تحييد لمشاعره، ويتحسّسها الإنسان كأنها نوع من تبلُّد المشاعر.
طبعًا اضطراب التركيز هو أحد الأعراض المهمّة جدًّا في القلق النفسي.
أنا لا أعتقد أنك تعانين من حالة صعبة، ولا أعتقد أن ذلك مرضًا نفسيًّا حقيقيّا، إنما هي مجرد نوع من قلق المخاوف ذو الطابع الوسواسي والمصحوب بأعراض جسدية، طبعًا مع وجود درجة بسيطة من اضطراب الأنّية.
أرجو ألَّا تنزعجي لكل هذه المسميات، فالحالة أصلاً تندرج تحت القلق وليس أكثر من ذلك.
أيتها الفاضلة الكريمة: حاولي أن تتجاوزي هذه الأعراض تمامًا، ويا حبذا لو ذهبت إلى طبيب نفسي إن كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ذلك ممكنًا حاولي أن تتدربي بصورة مهنية على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرجة وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إرخائها، ستكون مفيدة جدًّا لك. وأرجو أيضًا أن تتجنّبي السهر، وأن تمارسي رياضة المشي، فيها فائدة كبيرة جدًّا لك، وأن تُحسني إدارة وقتك، واحرصي طبعًا على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار، ونحن الآن مقبلين على موسم الخيرات، على شهر رمضان، أسأل الله تعالى أن يتقبّل طاعاتكم وأن يُبلغنا وإياكم رمضان.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أراك أيضًا محتاجة لأحد الأدوية التي تُعالج قلق المخاوف الوسواسي، وأعتقد أن عقار (سيبرالكس) والذي يُسمّى علميًا (اسيتالوبرام) سيكونُ دواءً مناسبًا جدًّا بالنسبة لك. هذا من وجهة نظري، وإن أردتِّ مقابلة طبيب نفسي أيضًا هذا سوف يكون أمرًا جيدًا جدًّا بالنسبة لك، أو يمكنك أن تتواصلي مع نفس الطبيب النفسي الذي تواصلت معه سلفًا، وتستشيريه حول تناول الدواء، وفي ذات الوقت ربما يفيدك أيضًا بالمزيد من الإرشاد والاسترشاد النفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.