لدي وسواس وهلع، ما نصيحتكم لي نحو العلاج؟
2022-03-21 23:38:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قبل كل شيء شكراً لكم على مجهوداتكم المتواصلة والمحفزة والمطمئنة خاصة، غجزاكم الله عنا خير الجزاء.
عندي مشكلة نفسية جسدية أرهقتني وأتعبتني، على الرغم أني تقبلتها، لكن من الصعب جداً العيش معها، فهي تعذبني جسدياً أكثر مما هو نفسي.
أنا بعمر 32 سنة، أصبت بهذا المرض وأنا لا زلت أدرس في الثانوية، قبل 12 سنة، في البداية كنت أشعر بضيق في الصدر، وحرقان شديد في اليد، وآنذاك لا أفهم شيئاً، كان عندي إسهال كثير، وأخذتني الوالدة إلى طبيب الجهاز الهضمي، لكن نتائج الفحوصات كانت جيدة، واستمرت الأعراض إلى أن بلغت ال 25 من عمري، وهنا أصبت بنوبة هلع شديدة، وظهرت أعراض أخرى أقوى وغير مفهومة.
كان المرض يوقظني من النوم، وأشعر بألم شديد في القولون، والمعدة، ولم أكن أستطيع النوم بعد، وكنت أشعر بحرقان في الجسم كله، كنت أقول في نفسي هذه أعراض الموت، واستمرت أعراض وظهرت أعراض أخرى عذبتني والله.
أصبحت أشعر ب(fasciculations) في جسمي كله، يعني عضلاتي تقفز في جسمي كله زيادة إلى شعور برعشة في خصيتي تستمر مراراً وتكراراً، تختفي أعراض وتظهر أخرى.
لكن (fascination) تستمر بدون انقطاع عندما أكون متوتراً زيادة إلى اضطراب النوم والشعور بآلام النفسوالجسدي وأنا نائم.
أخذت أدوية كثيراً في حياتي، ويجدر بالذكر أنه في عائلنا المرض النفسي شائع، وهناك من انتحر.
أنا محب للحياة والسفر والرياضة منذ الصغر، وكنت متزوجاً لكن كنت عصبياً، ولا أستطيع الاستمرار، لأن زوجتي لم تكن تفهم مرضي فطلقتها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ibnas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
من الواضح - يا أخي - هذه الـ (fasciculations) أو ما يُعرف بـ (قفزات العضلات التشنُّجيّة) هي جزء من حالة القلق والتوتر التي لديك، لأن القلق النفسي والتوتر النفسي كثيرًا ما يتحوّل إلى أعراض جسدية، وطبعًا انقباض العضلات وتوترها هو جزء من عملية التوتر النفسي ولا شك في ذلك.
أخي: لديك أعراض واضحة منها اضطراب النوم، والشعور بالآلام النفسوجسدية، وأحس تمامًا أنك بالفعل غير مرتاح. من وجهة نظري: حالتك نفسية، وكما تفضلت هي قد بدأت منذ أيام اليفاعة والمراهقة.
أنا أرى أن تذهب لمرَّةٍ واحدة فقط لطبيب الأعصاب - وليس الطبيب النفسي - ليقوم بمشاهدة الـ (fasciculations)، وإن كنت تتخوّف أنها سوف لا تظهر أمام الطبيب - أو أنها متقطعة من وقتٍ لآخر - يمكن أن تقوم بتصويرها عن طريق كاميرة التليفون، وتعرض الفيديو على الطبيب. أنا أثق تمامًا أنها نفسيّة، لكن الكشف العضوي لمثل هذه الأعراض بواسطة المختص في حدِّ ذاته يبعث رسالة طمأنينة كبيرة.
وبعد أن تقابل الطبيب وتطمئن أريدك أن تبدأ مع نفسك بدايات جديدة، تعيش قوة الآن، أنت الآن متفهم لحالتك أنها حالة نفسوجسدية، وأحد وسائل علاجها هي: التجاهل، مع نمط الحياة الذي يُناسب هذه الحالة، وأهم شيء في نمط الحياة هو أن تمارس تمارين الاسترخاء بكثافة، وأن تماس الرياضة، وأن تتجنب الإجهاد النفسي والجسدي بقدر المستطاع، وتجنُّب الإجهاد النفسي يكون من خلال التفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يكون من خلال تجنُّب الكتمان والتعبير عن الذات.
ولابد أيضًا أن يكون لك أنشطة اجتماعية، ولا تتخلّف من أي واجب اجتماعي، ودائمًا - يا أخي - انظر نظرة تفاؤلية، وطوّر نفسك في عملك، وابنِ قاعدة من الأصدقاء الأفاضل والصالحين، واسأل الله تعالى أمر الزواج مرة أخرى. وطبعًا الصلاة في وقتها، والذكر، وتلاوة القرآن مُعينات كبيرة ولا شك في ذلك.
أنا أرى أن تتناول دوائين، أحدهما يُسمَّى تجاريًا (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، تتناوله بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تتناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.
أمَّا الدواء الثاني فهو الـ (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سولبرايد) تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
هذان الدواءان من الأدوية السليمة، والممتازة، وليس لهما أي أثر جانبي سلبي، إلَّا الدوجماتيل فإنه يمكن أن يرفع من هرمون الحليب وبالتالي يؤدي إلى ما يُسمَّى بالتثدي - أي تضخم الثدي عند بعض الرجال - لكن لا أظنُّ بهذه الجرعة البسيطة يؤدي إلى ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.