شعور الفتاة بالحزن لتأخر زواجها
2006-03-14 10:31:01 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر (27) سنة، ملتزمة وأعمل، ومرتاحة، لا ينقصني شيء والحمد لله سوى أنني غير متزوجة، إنني أشعر بحزن شديد عندما أرى كل من بعمري قد تزوجن ولديهن أبناء، وأنا لم أتزوج بعد!
أعرف أن الزواج قسمة ونصيب، وأن الله من يقدر ذلك، لكنني أشعر بتعب وحزن بخصوص هذا الموضوع، أحس بالوحدة؛ لأن جميع من حولي وبعمري وأقل من عمري قد تزوجن، ولا أجد حولي من بعمري وهو غير متزوج! ماذا أفعل؟ كيف أتغاضى عن هذا الموضوع ولا أجعله يشغل بالي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يسهل أمركِ، وأن يغفر لك ذنبك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
فهنيئاً لفتاة رزقها الله الالتزام وهيأ لها العمل ولم ينقص عليها شيء، وهي بتوفيق الله حامدة لربها معترفة بفضله، وأبشري فإن شكر النعم يجلب المزيد، ويحفظ ما بين يدي العبيد، ومن رضي بقسمة الله فهو السعيد.
ولا يخفى على أمثالك أن نعم الله مقسمة بين عباده، والعاقلة لا تنظر إلى ما في أيدي الناس، ولكنها تتأمل نعم الله عليها، وتسأل الكريم من فضله، كما أن السعادة ليست في الزواج ولا في المال، ولا في المظاهر، ولكنها في طاعة الإله القاهر، وفي طهارة السرائر، ونقاء النفوس والضمائر.
ولا داعي للحزن، فلكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما قدره لك الوهاب، فالزمي الصالحات، واحفظي الكتاب، واقبلي بصاحب الدين إذا طرق الباب، وليست المسألة بالأحجام والأعمار، ولكنها بتدبير من قسم الأرزاق وقدر الأقدار.
ونحن ننصحك بتقوى الله التي هي وصية الله للأولين والآخرين، وندعوك إلى الذهاب إلى مراكز القرآن والعلوم الشرعية، فإنها بيئة الصالحات، فإنه ما من دارسة أو معلمة إلا ولها أخ أو ابن أو محرم يبحث عن الصالحات، وأرجو أن يعرف النساء عنك التواضع والرغبة في الحلال، والخوف من صاحب العظمة والجلال، والرضى بالقليل وسترة الحال.
واشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالباطل، وتجنبي الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، واعلمي أن كتاب الله جليس لا يمل، وصاحب لا يغش، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة، فاجعلي تلاوته شغلاً، وأكثري من اللجوء إلى من يجيب من دعاه، ويوفق من رجاه، ويوفق من توكل عليه واتبع هداه.
والله ولي التوفي والسداد!