هل ظلمت بطلاق زوجي لي؟
2021-12-02 06:54:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد استشارتكم فيما حدث معي، وهل أنا مظلومة من زوجي وأهله؟
كنت فتاة جاهلة بالدين، وتعرفت على شاب دامت صداقتنا ٥ سنوات، وبعدها اعترف لي بحبه وارتبطنا، وصارت مشكلة بيننا وتركني، وبعدها بفترة حاولت أن أصل له وتكلمت معه، وصار النصيب وتمت الخطبة.
أمه حافظة للقرآن، وتحفظ النساء القرآن، كان شرطه أن أغير من لباسي وبعض عاداتي، وأن أسكن مع أمه، وقبلت بحكم أن أباه متوفى، وهي امرأة كبيرة ومتدينة، فلن تضرني، وسوف تكون سبب هدايتي، وإن حصل خلاف بيني وبين ابنها ستكون منصفة.
بالأسبوع كنا نختلف أنا وهو أقل شيء ٤ خلافات، وعند زواجنا قلت الخلافات كثيرا، وأصبحت نادرة بحكم أننا نفهم بعضنا، وبيننا تاريخ.
تزوجت بتاريخ ١٥/٧/٢٠٢١ لم أكلفه بعرس، ولا حتى فستان العرس، ولا أي شيء، لقد دفع مبلغا قليلا جدا، أول شهر لنا لم تحدث بيننا إلا مشكلتين بسبب أمه (تتجاهل حقي بالبيت، وتفعل ما تريده دون نقاش).
ثاني شهر حدثت مشكلتان أيضا، أول مشكلة بسبب تدخل أمه بالأمور المالية الخاصة بنا، ولا تفكر أن ابنها أصبح متزوجا، أدت المشكلة إلى أن أخرج من البيت، وأذهب إلى بيت أهلي، ولم يراجعني، ولم تحدثني أمه حتى رجوته أن يرجعني للبيت.
أمه عملت مشكلة، وصار تقول: ابحثوا لكم على بيت، وكرهت وجودي، وظلت هكذا حتى بدر مني غلط وأرجعني زوجي لبيت أهلي، وبعد شهرين طلقني، ولم يعطني حقوقي، ولا يريد إرجاع ذهبي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به.
وهناك أمور -أيتها البنت الكريمة- تحتاج مِنَّا إلى تعليق في بعض السطور التي كتبتها، والصداقة التي سبقت الزواج بينك وبين هذا الشاب، وحدود هذه الصداقة، والذي نستطيع أن نوصيك به هو: أنه إذا حصلت مخالفات شرعية فإنّ عليك أن تتوبي إلى الله تعالى من تلك الحالة السابقة، والتوبة يجعلها الله تعالى سببًا لنزول الخيرات والبركات على الإنسان، وكم من أرزاقٍ يُحرَمُ منها الإنسان بسبب ذنوبه، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبُه).
وما جرى بينك وبين زوجك وما انتهى إليه الأمر إلى الطلاق: كوني على ثقة من أنه جارٍ وُفق قدر الله تعالى السابق، فالله تعالى قدّر المقادير قبل أن نُخلق، ولا يمكنك أبدًا أن تُغيري شيئًا قد كتبه الله تعالى. فينبغي أن تهدئي بالاً وتستريحي نفسًا، وأن تعلمي أن ما قد كتبه الله تعالى سيكون، كما قال الله في كتابه الكريم: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلَّا في كتابٍ من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} ثم بيَّن سبحانه وتعالى لماذا نُؤمن نحنُ بهذا القدر، فيقول: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم}.
فلا يقنط الإنسان ولا ييأس من رحمة الله تعالى إذا نزل به شيءٌ يكرهه، ويعلم أن هذا بقدر الله، ويتوجّه نحو الوسائل التي يدفع بها القدر المكروه السيئ، فالطلاق بالنسبة لك مصيبة، وهذا أمرٌ مفهوم معلوم لدى الناس جميعًا، أن الطلاق شيء مبغوض، وهو كذلك مكروهٌ عند الله تعالى، لما يحصلُ به من التفرُّق بعد الاجتماع، والشتات بعد اللَّمِّ، وهو من أعظم المقاصد التي يسعى الشيطان لتحقيقها في الأرض.
وينبغي الأخذ بالأسباب التي ندفع بها هذا القدر المكروه، بأن تكون المرأة متزنة، قادرة على التكيُّف مع زوجها ولو بإسقاط بعض حقوقها، إذا رأتْ أن زوجها يمتنع عن أدائها، فإن الصُّلح مع الزوج والتغاضي عن بعض الحقوق أفضل من الفراق، كما قال الله جلَّ شأنه في كتابه الكريم: {وإنِ امرأةٌ خافتْ من بعلها نُشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصُّلح خير}.
ووصيتنا لك -ابنتنا الكريمة- هي محاولة إصلاح ما بينك وبين زوجك إن كنت لا تزالين في العِدّة، فإنه يتمكّن من إرجاعك بغير عقدٍ جديدٍ، إذا كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الطلقة الثانية وكنت لا تزالين في العِدّة.
والتفاهم مع زوجك ومحاولة الإصلاح والتغاضي عن بعض مواطن الخلاف، لإرجاع الأمر إلى ما كان عليه، خيرٌ من الاستمرار في هذا الوضع الجديد بعد الطلاق.
أمَّا إذا استقر الأمر على أنه لا إرجاع ولا يريد زوجك إصلاح ما بينك وبينه وأصرَّ على الطلاق؛ فإن الطلاق شرعه الله تعالى عند الاختلاف، وهو أمرٌ يكرهه الله، ولكنّه ليس بحرام، يعني إن الزوج لا يأثم إذا طلَّق زوجته، لا سيما عند حصول اختلالات في العلاقة بينهما أو في حياتهما، ولكن للمرأة الحق في أخذ مهرها، ولها الحق في السُّكنى والنفقة خلال مدة العِدّة، إذا كان الطلاق رجعيًّا، يعني: إذا كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الطلقة الثانية.
نسأل الله تعالى أن يُصلح لك الأمور.