كيفية دعوة الأخ لأخيه للعودة إلى الصلاة
2006-02-22 12:47:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام! لي قضية لا أعرف كيف أتعامل معها، القضية هي كون أخي لا يصلي، رغم أنه كان يصلي ثم انقطع عنها! فقد دعوته إلى الصلاة ولم يستجب، رغم أنه لا ينكر وجوبها، فقد ذكرته بالموت وعقاب تارك الصلاة في الآخرة، مع العلم أن أخي يكبرني سناً ويشتغل جندياً؛ لهذا أطلب اسشارتكم عسى أن يهديه الله على أيدينا.
جزاك الله كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ المزازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقى، وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى.
فقد أسعدنا حرصك على الخير، ورغبتك في هداية أخيك، والأقربون أولى بالمعروف، وقد قال الله في كتابه: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [الشعراء:214].
ولا شك أن التقصير في الصلاة سببٌ للشرور والخذلان، ولا خير في عبدٍ يترك الصلاة، وقد قال عمر رضي الله عنه لولاته: (إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع)، وهي الميزان الذي يعرف به دين الإنسان في الدنيا، وهي أول ما يُحاسب عليه في الآخرة، وهي الفريضة التي لا تسقط عن الإنسان ما دام فيه نفس يصعد ويهبط.
أرجو أن تذكر هذا الأخ بنعم الله عليه، وهي كثيرة وعظيمة، فلا أقل من أن يصلي ويسجد للوهاب سبحانه، ولا يخفى عليك أن تكرار الموعظة سوف يفيد إذا أحسنت اختيار الأوقات، واجتهدت في انتقاء الكلمات، وأشعرته بحبك له وخوفك عليه من العذاب والندامات، مع ضرورة الإكثار من الدعاء له والإخلاص في دعوته.
إذا كان هذا الشقيق قد حافظ على الصلاة في فترات من حياته؛ فإن عودته إلى المواظبة عليها لن تكون صعبة بإذن الله، ولكن أقترح عليك الاجتهاد في معرفة الأسباب الحقيقية لتكاسله عن الصلاة، فإن معرفة السبب تسهّل الوصول إلى الحل، فقد يكون السبب هو دخول أصدقاء جدد في حياته، وربما كان السبب وجود بيئةٍ سيئة.
أرجو أن تجد من أرحامك من يعاونه على المواظبة على الصلاة، وتذكيره بالله، وحبذا لو حرصوا على زيارته عند مواعيد الصلاة حتى يخرج معهم، وإذا استطعنا أن ندعو أئمة المساجد ليتحدثوا عن أمر الصلاة في خطبهم، فإن مثل هذا يُفيد جداً.
لا تقصروا في الدعاء له، وحبذا لو اجتهد الوالدان في الدعاء، فإن دعوتهما أقرب للإجابة، وإذا تمكنا من معرفة مفتاح شخصيته؛ فإن الدخول إلى قلبه سهلٌ وميسور، ولا يخفى عليكم أن الثناء الحسن والمدخل الطيب له أثرٌ كبير، فلو قلنا له: أنت ولله الحمد رجلٌ ممتاز ومحبوبٌ بين الزملاء، وناجح في عملك، ونعم الرجل أنت إذا واظبت على الصلاة.
والله ولي الهداية والتوفيق.