أشعر بسخونة الجسم مع أن الجو بارد، فهل يدل على السحر؟
2021-11-07 23:18:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيوخنا الأفاضل -حفظكم الله-، أما بعد:
أفيدوني أفادكم الله، وأنا أصلي صلاة المغرب في المسجد كان كل شيء طبيعيا، إلى أن قرأ الإمام سورة الفلق، وبعدها سورة الناس، أول ما ابتدأ الإمام بقراءة السور شعرت أن جسمي سخن بدرجة غير طبيعية، مع العلم أن الجو بارد، وشعرت بقلبي ينبض بسرعة وبقوة، كان بيني وبين قطع الصلاة شعرة، ولكني تمالكت نفسي وواصلت الصلاة، فهل هذا الشيء دليل على العين أو الحسد؟ مع أني أقرأ السور، وأنا أصلي في البيت وكل شيء طبيعي.
وأيضا عندما أغتسل أو أستحم إذا لامس جسمي ماء بارد أرتعش وأتشنج بطريقة غير طبيعية.
أفيدوني حفظكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك دوام العافية، وأن يصرف عنك كل مكروه.
ولم نر – أيها الحبيب – فيما ذكرت ما يدلُّ على إصابتك بعينٍ أو سحرٍ أو حسدٍ، وأنت بنفسك تُخبر بأنك تعيش في بيتك حياةً طبيعية، وهذا الموقف العارض الذي حصل معك أثناء الصلاة لا نستطيع أن نجزم بشيءٍ في تشخيصه، وفي الجسد أسرار لا يُحصها إلَّا الله تعالى، ولكن الذي نستطيع أن ننفعك به ونُسدي النصيحة إليك فيه؛ هو: أن تحذر كل الحذر من متابعة ما يُلقى في قلبك وذهنك من أوهام الإصابة بالعين والحسد والسحر ونحو ذلك، فإن هذه الأوهام قد تترسّخ في نفسك وتُوقعك في أنواع من المضايق والحرج والهمّ، وأنت في عافية من ذلك كلِّه، فاحذر من هذا الجانب أشد الحذر، واعلم بأن كل شيءٍ قد كتبه الله تعالى، وأن المُقدّرُ كائنٌ لا محالة.
وخذ بالأسباب التي تحميك وتقيك من الشرور والآفات، ومن أعظم ذلك أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار دخول الخلاء والخروج منه، وداوم على الصلوات في وقتها، واقرأ القرآن، وأكثر من قراءة آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، اقرأه في ماء واشربه واغتسل به، فمداومتك على ذكر الله تعالى سيطرد عنك الشياطين ويُذهب عنك شرورهم، وبهذا تكون عملتَ شيئًا عمليًّا تحمي به نفسك، وأيضًا أحييت قلبك بذكرك لربِّك، وملأت صحائف أعمالك بالحسنات التي تُضيءُ لك طريقك ودربك.
أمَّا مخالفة هذا كلِّه والجري وراء أوهام الإصابة بالعين والسحر فإنه لن يزيدك إلَّا ضنكًا وضيقًا.
وأمَّا ما تشعر به إذا لامس جسمك الماء البارد فهذا شعور مشترك بين الناس جميعًا، لا نرى فيما ذكرتَ ما تتميّز به عن غيرك.
نسأل الله تعالى لك الخير كله، وأن يصرف عنك الشرور كلّها.