كيفية خدمة الدين والناس في مكان تنعدم فيه المشاريع الخيرية
2006-02-20 09:19:52 | إسلام ويب
السؤال:
ماذا يمكن لتلميذة تسكن في مكان تنعدم فيه المشاريع الخيرية لمثل سني؟ أريد فعل شيء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الفاضلة/ منى حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك، ويسدد خطاك، وأن يقدّر لك الخير ويبلغك مناك.
إن الإنسان في خير ما دام ينوي الخير ويفعل الخير، وإذا لم يتمكن الإنسان من العمل مع صدق في النية، فإنه ينال الأجر، وهذا فضلٌ من ربنا ورحمته، وهنا تكون نية المرء خيرٌ من عمله.
وقد أسعدني هذا الحرص على مساعدة المحتاجين، والرغبة في المساهمة في الأنشطة الاجتماعية، وزادت سعادتي لأن هذا الحرص يخرج من قلب فتاةٍ صغيرة في سنها، لكنها كبيرة بهمومها ورسالتها، وحق لنا أن نفخر بك وبأمثالك، ونسأل الله أن يرزقك السداد والرشاد، وأن يجعل فيك قرة عين لأهلك وبلدك والعباد.
وأرجو أن تعلمي أن أبواب الخير واسعة، وأن المسلمة تستطيع أن تفعل الكثير، ولن يصعب عليك مساعدة الطالبات الفقيرات والإحسان إلى الجارات، وجمع الأموال والدينارات في حصالةٍ صغيرة، ثم استخدامها في عمل الخير، وإذا لم يجد الإنسان ما يقدمه فإنه يستطيع أن يتصدق بكل مظلمة ظلمها، فيعفو عن الجاهل، ويحتمل من السفية، ويجتهد في النصح والإصلاح، ويحب الخير للناس، ويفرح لنصر المؤمنين، ويحزن لآلامهم، ويجتهد في الدعاء لهم.
واعلمي أن في التزامك بالشرع، وحرصك على الحجاب والستر نصرٌ لإخوانك في كل مكان، فنحن أمة تنتصر بطاعتها لله، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (وإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم، بإخلاصهم وصلاتهم).
وتذكري أن الدعاء سلاح نملكه وحدنا، وقد وعدنا ربنا بالإجابة، لكن يؤسفنا أن نقول: إن في الناس من يبخل بالدعاء.
وأرجو أن تجتهدي في دراستك، وتتفقهي في دينك، فإننا نحتاج المرأة المسلمة التي تخدم أخواتها وتنصح زميلاتها، وعطّري بيتك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن.
ولا يخفى عليك أن المسلمة القوية في دينها وبدنها خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمنة الضعيفة، وفي كلٍ خير، فاحرصي على ما ينفعك، واستعيني بالله، واشغلي نفسك بطاعته وذكره وشكره وحسن عبادته.
وفقك الله، وسدد على طريق الخير خطاك.