خاطبي يحبني ويصبر علي ولكنه يخفي عني أموره، فهل أنفصل عنه؟
2021-10-03 00:05:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 21 سنة وخطيبي 30 سنة، ،هو قريبي، أكمل دراسته الجامعية، وأخلاقه جيدة، ولكنه لا يعمل بشهادته، حيث يعمل بوظيفة مؤقتة إلى أن يجد فرصة عمل، في النهاية قبلت وتم كتب الكتاب، وتطورت علاقتنا بعد أن تعرفت عليه، وهو يحبني كثيراً، وأنا أحببته في فترة ما، لكن الشعور بالتردد يراودني كثيراً لأسباب كثيرة، فقد مر على خطوبتنا سنة وثلاثة أشهر، ولا زال لم يطور من وضعه المهني، وعلاقاته الاجتماعية ضعيفة، فأشعر بأنه دائماً ما يجنب نفسه التعامل مع أقاربي وعائلتي، وقليل الكلام عندما يجلس بينهم، يكاد يكون معدوما، وأيضاً لا أشعر بأنه إنسان طموح، وقد كذب علي أكثر من مرة، ولكن يجب القول بأنها ليست أموراً جوهرية، عندما أخبرني بأنه تجاوز امتحان القيادة وهو لم يجتزه، أو إنه لم يخبرني بأنه عاد للتدخين، فهو لم يكذب ولكن لم يخبرني، وفي المرتين علمت من أناس آخرين وليس منه.
ومن ناحية أخرى فهو يحبني جداً، ووالدي يحبه، ودائماً ما يكون حنوناً وصبوراً معي، فلا أذكر مرة بأنه غضب أو رفع صوته علي، ويحترمني، كما أنه دائماً ما يقدم تنازلات، وأخلاقه جيدة بشكل عام، ويصلي ويصوم وبار بوالديه، فهل أتركه أم أستمر بهذه العلاقة؟ علما أني قمت بالاستخارة، وفي اليوم التالي شعرت بالضيق والبكاء، ولكن لست متأكدة ما إذا كانت هذه إشارة لإنهاء العلاقة، أم إنه بسبب الضغوطات الأخرى التي أمر بها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل وحسن العرض للسؤال، ونسأله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يملأ داركم بالمال والعيال، وأن يُلهمكم السداد، وأن يُصلح الأحوال.
نحن لا نُؤيد حقيقة الاستعجال في إيقاف هذه العلاقة مع الشاب الذي ذكرتِ أنه يصوم ويُصلّي، وبارٌّ بوالديه، وحبُّه عند والديك، وهو يحبك، وأنت تحبينه، لا نُؤيد ترك مثل هذا الشاب، لأن ظروف الحياة تعثّرت أو لأنه لا يتكلّم في حضور أقاربك، أو أنك تعتقدين أنه ليس عنده طموح.
فلذلك أرجو أن تُدركي أنك لن تجدي رجلاً بلا نقائص وبلا عيوب، كما أنك لست خالية من النقائص والعيوب، وعلينا جميعًا أن نضع الإيجابيات الكبيرة إلى جانب السلبيات، وهي صغيرة، إنْ كُنَّا نرفضُ بعضها، خاصَّة إذا كانت هناك مخالفات شرعية فإنها ينبغي أن تزول، ولكن المقارنة كبيرة، ونحن نميل إلى إكمال هذه العلاقة، مع الاستمرار في النُّصح له، ودعوته للاجتهاد في البحث عن عمل أفضل، وإحياء الهمّة عنده.
واعلمي أن المرأة لها تأثير كبير على زوجها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الخير، ونؤكد أن الذي حدث بعد الاستخارة قد يكون له علاقة بالضغوط الكبيرة التي تمارسيها على نفسك، وهذا كلُّه يدلُّ على أنك راغبة في الخير، ولكن ينبغي أن نُدرك أن هذه الدنيا من أوَّلِها إلى آخرها لا تخلو من المنغِّصات، فتعوذي بالله من شيطانٍ لا يُريدُ للناس الزواج، ولا يُريدُ للناس الحلال.
واعلمي أنك لن تجدي رجلاً – كما قلنا - بلا عيوب ولا نقائص، وميزان الشرع للرجل والمرأة (إذا كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر)، و(إذا كرهتْ منه خُلقًا رضيَتْ منه آخر)، والحمد لله المرضي من أخلاقه هو الأساس، وهي إيجابيات كبيرة وحاسمة، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأن يُعينه على إكمال ما عنده من الخير.
والله الموفق.