أعاني عدم الشعور بالواقع، فما العلاج؟
2021-09-01 02:09:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عدم الشعور بالواقع شعرت به عندما كنت في الثانوية بسبب الضغط النفسي الذي فيها والتوتر.
عند وفاة والدي أحسست بصدمة أن شخصا كان بصحة جيدة وفجأة تعب وفي 3 أيام توفي! أحسست بصدمة، فأنا لم أبكي أو أنفس عن نفسي إلا عندما أكون لوحدي، وقتها أبكي. بعض الأحيان أشعر بنفسي وأحيانا لا! وهذا يضايقني
بعد وفاة والدي أحسست بالمسئولية وأني لا بد أن أفرح أمي ولا أتركها تحزن، وفي ذلك الوقت مر أخي بفترة اكتئاب وأمي تأثرت وحزنت عليهم، بعض الأحيان أشعر بأني عندما أتكلم مع أحد لا أشعر به، وكأني غير موجودة أو ميتة!
أنا لا أتكلم مع أحد أبدا ولو تكلمت لا أوفي حقي في الكلام، ولا أكون مرتاحة عندما أتحدث مع أحد؛ لأني أندم! أتمنى أن أشعر بنفسي وأعيش حياتي. أنا أحفظ القرآن ومنذ أيام بدأت أسمع الرقية الشرعية، أحيانا أخاف من نفسي أن تعمل شيئا بسب عدم شعوري بالواقع أو أغضب ربي بسبب أني أريد أن أشعر بنفسي بأي طريقة، ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.
سؤال آخر: أمي كانت في عدتها في الشهر الثالث توفي زوج أختها فذهب تواسيها أيام العزاء الثلاثة لكنها لم تكن تبيت إلا في بيت العدة، هل عليها إثم أم لا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدون اسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك ولجميع موتى المسلمين.
المشاعر التي كانت تأتيك هي مشاعر قلقية، والبعض يُسمِّيها (الشعور بالتغرُّب على الذات) أو ما يُسمَّى بـ (اضطراب الأنِّيَّة)، هي من درجة بسيطة إن شاء الله تعالى، وكثيرًا ما تحدث في المرحلة العمرية التي تمرِّين بها.
أنا أريدك ألَّا تتركي المشاعر السلبية تطغى عليك، الإنسان يمكن أن يُبدِّل مشاعره، والإنسان من الناحية السلوكية هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، ونعرف أن كل فكرة سلبية أو شعور سلبي أو فعل سلبي يُوجد ممَّا يُقابله من الأفكار والمشاعر والأفعال الإيجابية.
فإذًا في أي لحظة يأتيك فكر أو مفهوم سلبي أو شعور سلبي يجب أن تستبدليه بالشعور الإيجابي، ودائمًا نحن نقول للناس: (افعلوا ما هو إيجابي، سوف تتبدَّل أفكاركم، وسوف تتبدّل مشاعركم لتكون أكثر إيجابية)، مثلاً: أنا أطلب منك شيئا ضروريا وبسيطا جدًّا، وهو: أن تنظمي وقتك، يجب أن تنامي مبكِّرًا، تجنّبي السهر، استيقظي مبكِّرًا، تُؤدّين صلاة الفجر، تبدئين يومك بعد ذلك، ما دمت لست في مرفق دراسي – أو هكذا فهمتُ – يجب أن تدخلي في أي نوع من الكورسات لاكتساب معرفة أكثر، وأنت ذكرت أنك تحفظين القرآن، وهذا حقيقة إنجاز عظيم، يجب أن تُحافظي على هذا الحفظ، ولماذا لا تدعي الآخرين يستفيدون منك مثلاً، أن تكوني محفِّظةً للقرآن، حتى وإن كان ذلك على نطاق ضيق.
فاجعلي لحياتك معنىً، استفيدي من مهاراتك، استفيدي من طاقاتك التي حباك الله تعالى بها، والإنسان يتغيّر، ما دام الله تعالى أعطاه القدرة على التغيُّر وأعطاه الطاقات، {إن الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم}، وأنت الآن عليك واجب كبير، وهو: أن تكوني مُساندة لوالدتك، وتقفي بجانبها، وأن تكوني بارَّةً بها، وأن تكوني بارَّةً بوالدك أيضًا بالدعاء له، حياتك يمكن أن تكون حياة طيبة جدًّا، اجعلي لها معنىً، ضعي أهدافًا في الحياة، وضعي الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذا مهمٌّ جدًّا.
أمر آخر مهم، وهو أن دراسات كثيرة أشارت وأثبتت أن الأشخاص الذين يُمارسون الرياضة – أي نوع من الرياضة، مثلاً في حالتك الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة – ثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن الرياضة تُساعد في علاج الاكتئاب والقلق والتوتر، وتجعل الإنسان أكثر استرخاءً وتفاؤلاً وقبولاً للحياة.
فاجعلي هذه منهجيتك، وأنا لا أراك أبدًا في حاجة لأي علاج دوائي.
بالنسبة لسؤالك حول عدة والدتك: إن شاء الله تعالى سوف يُجيبك أحد الأخوة المشايخ على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان)، وتليه إجابة الشيخ أحمد الفودعي (مستشار الشؤون الأسرية والتربوية).
++++++++++++++++++++++++++++++
بالنسبة للسؤال حول خروج المرأة المُعتدّة من بيتها لزيارة أختها ومواساتها، فالذي يظهر من كلام العلماء أنه لا إثم عليها في ذلك إن شاء الله، ما دامت لا تبيت إلَّا في بيت العِدَّة، فلا إثم عليها إن شاء الله في ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخَّص للنساء اللاتي استُشهد أزواجهنَّ في غزوة أُحد بأن تخرج الواحدة منهنَّ إلى جاراتها تستأنس بهنَّ.
فالخروج لحاجة لا بأس به ليلاً أو نهارًا، ما دامت تعود إلى بيت العدة وتبيتُ فيه.