أعاني من الخوف والقلق وأشعر بالتشنج في فمي.
2021-08-23 23:37:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ نحو 8 سنوات أستخدم علاج لوسترال لكنني لم أنتظم به، وكانت تأتيني حالات خوف وهلع ثم تذهب وتعود، لكن منذ كم يوم أتتني حالة هلع كانت قوية جدا، كنت أريد النوم وأتتني فكرة الشعور بالاختناق، وبدأت أفكر أنني سوف أموت، وأن والدي سوف يموتان، وعندما يموتون كيف سوف أتحمل؟
حدث شيء غريب جدا بعد ساعتين من التفكير، بدأ جسدي يهتز كثيرا، وعضلات جسدي تهتز بقوة، ولا أستطيع أن أتحكم بها وقلت هذا هبوط في السكر، فتناولت ٣ قطع مشمش مجفف فذهبت الرجفة، وشعرت بحرارة في جسدي، ومن ثم عادت الرجفة.
خفت الرجفة كثيراً، ولكنني لم أستطع أن أجلس، فكنت أريد فقط المشي ومن ثم ذهبت، تعود الرجفة وتذهب، إلا أنني تناولت حبة للأعصاب فذهبت، لكن إلى الآن أشعر بشيء في فكي مثل الثقل والتشنج.
ذهبت إلى المستشفى وأجريت صورة أشعة لصدري وتحليلا للدم، والنتائج سليمة، لكن إلى الآن أشعر برجفة في جسدي، وأشعر بشيء مثل التشنج وعدم الراحة في حلقي، وأشعر بشيء في معدتي، وأخاف بأن يكون هناك مرض في المخ أو ما شابه ذلك، فعدت لدواء لوسترال ١٠٠، اليوم تناولت أول حبة منه.
أنا ضائع، هل أستمر على الدواء، وكيف أتركه، وما هي الطريقة السليمة لترك الدواء، وما سبب هذا التشنج الموجود في فمي وحلقي؟ أشعر بأنه شلل.
أنا خائف أن يكون أعراض لمرض كبير أو خطير، وعندما آخذ نفس من أنفي أشعر بأنني سوف أختنق، فآخذ النفس من فمي ولا أستفيد شيء، هذه الفكرة تلاحقني ولا أعرف ماذا أفعل؟ أخاف أن أصاب بالجنون، الرجاء مساعدتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أنت في الأصل لديك متلازمة (قلق المخاوف) وهذه كثيرًا ما تتولّد منها أفكار وسواسية، تجعل الإنسان متخوِّفًا، وتكون له تأويلات سلبية خاصّة حول صحته.
أرجو أن تطمئن -أيها الفاضل الكريم- وأعتقد عدم الانتظام على تناول الدواء ربما يكون له بعض سلبياته، لأن الدواء -مثل اللوسترال- يعمل من خلال البناء الكيميائي، والبناء الكيميائي هو حلقة متصلة من العمليات الكيميائية البيولوجية التي إن حرص الإنسان على تناول الدواء بانتظام سوف تؤدّي مردودها الإيجابي.
أنا أعتقد أنك من المفترض الآن أن تنتظم على علاجك، على جرجة اللوسترال -والذي يُعرف باسم سيرترالين- مائة مليجرام فهي جرعة ممتازة جدًّا، وفاعلة جدًّا، ومفيدة جدًّا، وحتى هذه التشنُّجات البسيطة التي تحسّ بها هنا وهناك هي نوع من الانقباضات العضلية التي سببها القلق والخوف والتوتر، لأن التوتر النفسي يتحوّل إلى توتر عضلي، وهذا أمرٌ معروف جدًّا.
تخوّفك من الأمراض أيضًا ناتج من قلق المخاوف الوسواسي، فتوكل على الله، وكن أكثر ثقة في مقدراتك، وحاول أن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، تجنّب السهر، الجأ إلى النوم الليلي المبكّر، واستيقظ مبكِّرًا، وأدِّ صلاة الفجر وأنت نشط، وبعد ذلك يمكنك أن تقوم بالاستحمام وتناول الشاي ثم تدرس مثلاً لمدة ساعة قبل الذهاب إلى مرفقك الدراسي. فترة الصباح هذه فيها خير كثير، والإنسان حين ينجز في الصباح يكون حقيقة مرتاحًا في بقية اليوم، وفي الصباح يكون التركيز ممتازًا، خاصة إذا نام الإنسان مبكّرًا.
أريدك أن تُمارس الرياضة بانتظام، الرياضة مفيدة جدًّا، وأن تكون لك قاعدة ممتازة من الأصدقاء، وأن تحرص على التواصل الاجتماعي، وأن تكون بارًّا بوالديك، وأن تكون لك مشاريع في الحياة: ما الذي تودّ أن تقوم به؟ مَن أنت بعد خمس أو ست سنوات من الآن؟ لابد أن تعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأملٍ ورجاء، ولا تتحسّر على الماضي.
هذه هي الأسس الرئيسية التي تجعل الإنسان يعيش حياة طيبة وإيجابية.
أرجو أن تطمئن، وما ذكرتُه لك هو الشيء الذي سوف يفيدك، سوف يقضي على الخوف وعلى التوتر إن شاء الله تعالى.
أرجو أن تتواصل معي بعد شهرين إلى ثلاثة من الآن، وذلك بعد أن تلتزم بالتطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك وتتناول الدواء كما هو موصوف، -وإن شاء الله تعالى- نسمع عنك أخبارًا طيبة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.