رفض تزويج الصغرى حتى تزوج الكبرى
2006-02-19 09:29:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
جزاكم الله خيراً على هذه الخدمة الرائعة فأنتم الملاذ الذي أستقي منه القوة حين الضعف ( بعد الله طبعاً) لما أجد من أفكار رائعة مستمدة من شرعنا الحنيف وعقيدتنا الإسلامية السمحاء.
أما بعد: فقد أرسلت لكم استشارة رقمها: 245099 تتعلق بخصوص كوني وحيداً لوالديَّ، ويرفضان فكرة الزواج لكوني صغيراً، وبعد تطبيق نصائحكم وفقت والحمد لله لطلبي.
المشكلة: أن الفتاة التي أريد خطبتها هي الصغرى من بين أخواتها، ويرفض الأب تزويجها حتى يبعث الله نصيب أخواتها اللتان تكبرانها، وعمر الكبيرة 27 سنة، والتي تصغرها 22 سنة، والتي أريدها عمرها 17 سنة، وأما عمري أنا 22 سنة، فبأي طريقة أستطيع إقناع الأب بالعدول عن رأيه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يطهّر قلبك، وأن يغفر ذنبك، وأن ينفع بك والديك والبلاد والعباد.
فإن رفض بعض الآباء تزويج بناتهم الصغار في حالة وجود كبيراتٍ في السن ليس من مصلحة أحد، ولكلٍ أجل كتاب، ولكننا مع ذلك ننصحك بمراعاة الأعراف السائدة، مع الاجتهاد في تغيير ما فيها من مخالفاتٍ لأحكام وآداب الشريعة، شريطة أن يكون ذلك بتدرج ولطف، مع ضرورة إقامة نماذج عملية في الإصلاح، فإن تغيير العادات السائدة لا ينفع فيها مجرد الكلام.
وإذا كنت متيقنا من الرفض فليس من الحكمة طرح الموضوع؛ حتى لا يترك ذلك آثاراً سيئة ويولد عداوات، وليس في الأمر مشكلة فالنساء كثير، وإذا أراد الله شيئاً كان.
وأرجو أن تحسن الاختيار وتُشرك والديك وأرحامك، وتنتفع من توجيهاتهم وملاحظاتهم، واحرص على أن تصلي الاستخارة، وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولن يندم من يستخير ربه ويستشير إخوانه، وليس من حق أحد أن يجبرك على فتاةٍ لا تريدها، فاحرص على صاحبة الدين، واعلم بأن كل خلل ونقص يمكن إصلاحه بالدين، ولقد قدّم الإمام أحمد رحمة الله عليه صاحبة الدين مع قلة ملامح الجمال على الجميلة الضعيفة في دينها.
وإذا استطاع الإنسان أن يجمع بين رغبته ورضا والديه فتلك سعادة لا تعدلها سعادة، وفي ذلك عونٌ للرجل على بر والديه.
وإذا كانت الفتاة المذكورة مناسبة فاطلب من والديك إقناع أهل الفتاة .
وأرجو أن يعينك على ذلك من حضركم من أهل العلم والفضل، وابدأ محاولاتك بالتوجه إلى من يجيب من دعاه، واحرص على بر والديك وطلب الدعاء منهما، واحرص على معاونة المحتاجين، فإن الإنسان إذا كان في حاجة إخوانه كان الله في حاجته.
واجتهد في حفظ لسانك، واحترام مشاعر أهل الفتاة وأريهم، فهم أدرى بطبيعة بناتهم.
وأرجو أن تكون علاقتك بالفتاة في الحدود الشرعية، فإن الالتزام بآداب الإسلام طاعةٌ لله، وكل طاعة لها بركتها وأثرها الطيب.
وفقك الله لكل خير.