أصبت بأعراض جسدية ونفسية بعد معرفتي بهبوط ضغطي
2021-07-15 03:08:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب من العراق، عمري ٢١ عاما، لم أكن أعاني من شيء، قبل فترة قريبة تقريبا قبل العيد بيوم كنت جالسا بشكل طبيعي وذهبت إلى الحمام، وأنا ذاهب شعرت بشعور غريب ودوخة حتى أني لم أستطيع السير جيدا، أخبرت والدي وقام بقياس الضغط ووجده هابطا كثيرا، وأنا لما رأيت تعابير والدي وخوفه انتابني شعور غريب جداً وأحسست أن صدري ضاق بي، وقلبي لم أعد أشعر به، وأصبحت مثل الغشاوة السوداء على عيني وبدأت بالارتجاف والتعرق وبرودة في الأطراف وهبات ساخنة، وأحيانا باردة، وشعرت بقرب الموت، استمرت هذه الحالة تقريبا ربع ساعة، بعدها رجعت لوضعي الطبيعي، وبعدها بيوم تقريبا انتابني نفس الشعور، لكن هذه المرة الضغط كان طبيعيا، ثم ذهبت إلى الطبيب وعملت إيكو وتخطيط وتحاليل عامة للدم والغدد وكل شيء سليم -لله الحمد-.
بعدها تغيرت نفسيتي كثيرا، صرت أقلق وأخاف وأراقب جسمي ولم أعد أستطيع ممارسة حياتي مثل السابق، وكل يوم تظهر أعراض جديدة، وأحيانا صداع رهيب، ودوخة، وغثيان، وتسارع كبير في دقات القلب، وأحيانا تباطؤ، وأشعر باهتزازات داخلية في جسدي مع شعور بالإغماء، وصار عندي وسواس ضغط، وصرت عندما أقيسه أجد الضغط العالي مرتفعا والمنخفض طبيعيا أو هابطا، (مع العلم عندما أقيس الضغط أكون خائفا جدا).
ذهبت بعدها لطبيب ضغط ووضع لي جهازا يقيس الضغط ليوم كامل، وأكد الطبيب أن ضغطي سليم وأني لا أعاني من شيء، وقال إن لدي اضطراب القلق والهلع، لكن أنا لا أستطيع التصديق بأن حالتي نفسية وليست جسدية؛ لأني أعاني كل يوم من أعراض جديدة لا أستطيع وصفها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
الحالة التي حدثت لك في البداية، وهي أنك حين كنت جالسًا وقمت تذهب إلى الحمام أتاك الشعور الغريب بالدوخة، وما صحب ذلك من أعراض، واتضح أن ضغط الدم كان منخفضًا، هذه غالبًا نوع من الصدمة العصبية، هذا معروف، وتأتي أحيانًا مع الإجهاد النفسي.
فإذًا هذه حالة معروفة جدًّا، وتحدث لأناس كثيرين، وهي حالة بالفعل مزعجة لكنّها ليست خطيرة. والحمد لله بعد ذلك اتضح أن فحوصاتك كلها طبيعية. هذه الحالة تركت أثرًا لديك وهو الخوف التوقعي، الخوف القلقي، الوسوسة حول الحالة وأنها ربما تنتابك في مرات أخرى، وهذا هو الذي حدث، أتتك الحالة مرة أخرى بكل أعراضها النفسية ولكن ضغط الدم كان طبيعيًّا، إذًا أنت قد اكتسبت شيئًا من قلق المخاوف نسبةً للحالة الأولى التي أصابتك، والتي قد تكون ناتجة من الإجهاد كما ذكرتُ لك، وفي نهاية الأمر أستطيع أن أقول لك أنه أصلاً لديك القابلية لقلق المخاوف، ولذا تظهر لديك هذه الحالات وتوسوس حولها، وبعد ذلك أصبح قلق المخاوف يُهيمن عليك كما أوضحت ذلك بصورة واضحة وسليمة.
أرجو أن تطمئن تمامًا، وأنا حاولت أن أعطيك التفسير الصحيح وبدقة، وأتمنّى أن يكون هذا مُقنعًا بالنسبة لك.
قلق المخاوف – أيها الفاضل الكريم – يتم علاجه من خلال التجاهل، عدم الانشغال بالأعراض، لا توسوس حولها، لا تقرأ عنها كثيرًا، وعش حياة صحيّة من خلال تجنب السهر، وأن تحرص على النوم الليلي المبكّر، تمارس الرياضة بانتظام، توزّع وقتك بصورة صحيحة، تكون شخصًا متفائلاً، تعيش الجوانب الصحية الإيجابية، من حيث التغذية، وعدم الإسراف في شرب الشاي والقهوة مثلاً، وإن شاء الله أنت لست من المدخنين، ويجب أن تحرص على الصلوات في وقتها، والدعاء، خاصة أذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن، وأن تُرفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تجتهد في دراستك، وأن تكون لك أهداف وقيم عالية في الحياة، هذا يُطور الإنسان ويُقلِّل تمامًا من الأعراض النفسية السلبية.
حتى نتأكد أن هذه الأعراض اختفت تمامًا سأصف لك أحد الأدوية البسيطة المضادة لقلق المخاوف، الدواء يُسمَّى تجاريًا (سيبرالكس) ويُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام)، أنت تحتاج للجرعة الصغيرة، وهي عشرة مليجرام، لكن تبدأ أولاً بتناول نصف الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – أي تتناول خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
وهناك دواء تدعيمي ممتاز، مضاد للقلق، يُسمَّى (دوجماتيل)، وهذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (سولبرايد)، أريدك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، تناولها يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع، ثم توقف عن تناولها، واستمر على الاسيتالوبرام بالكيفية والجرعة التي وصفتها لك.
هذه أدوية بسيطة وسليمة وغير إدمانية، وإن شاء الله تفيدك كثيرًا، مع أهمية استصحاب تناول الدواء بالتطبيقات السلوكية والنفسية التي ذكرناها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.