الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، لديك استشارة رقمها (
2466741) أجاب عليها الأخ الدكتور/ عبد العزيز أحمد عمر بتاريخ 16/2/2021، فأرجو أن تكوني قد أخذت بنصيحته.
لا تنزعجي -أيتها الفاضلة الكريمة– فيما يتعلّق بتعدّد المسميات التشخصية، فهنالك تداخل كبير جدًّا بين الأعراض النفسية، وحتى بعض التشخيصات النفسية، فمثلاً نستطيع أن نقول أنه لا يوجد هلع أو خوف بدون قلق. فإذًا نوبات الهلع ونوبات الخوف دائمًا هي مرتبطة بالقلق، والقلق والاكتئاب النفسي أيضًا كثيرًا ما يكون بينهما وبين الأعراض النفسوجسدية ارتباطًا كبيرًا، لأن التوترات النفسية الناتجة من القلق تتحوّل إلى توترات عضلية، وهذه التوترات العضلية تظهر في شكل آلام، وشد عضلي وخلافه.
فإذًا لا تستغربي من هذه المسميات، وهذا لا يعني أنه لديك تشخيصات متعددة، لا، تشخيص حالتك واحد، فمَن يقول مثلاً أنه لديك ما نُسمِّيه بقلق المخاوف زائدا أعراض نفسوجسدية، أعتقد أنه صواب جدًّا، وهذا تشخيص بسيط جدًّا، وأنا أميل لهذا.
فإذًا نعتبر أنه لديك شيء من قلق المخاوف، وقلق المخاوف ينتج عنه الرهاب، وينتج عنه الهلع، وينتج عنه الهرع، وفي بعض الأحيان الوسوسة، وبما أنه يوجد قلق سوف تُوجد أعراض نفسوجسدية كتسارع ضربات القلب وضبابية الرؤيا، وكذلك شد العضلات وخلافه.
إذًا اعتبري حالتك أنها حالة قلق مخاوف، وهذا كان هو السبب في استجابتك الممتازة للزولفت والذي يُعرف علميًا (سيرترالين)، لأنه بالفعل دواء ممتاز جدًّا لعلاج قلق المخاوف. فأنا أرى أن تستمري عليه على الأقل بجرعة مائة مليجرام يوميًا، ويمكن أن تُدعميه بدواء آخر يُسمَّى (سولبرايد) واسمه التجاري (دوجماتيل) تناوليه بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا في الصباح لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.
الدوجماتيل دواء ممتاز جدًّا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، لكن يُعاب عليه أنه في بعض الأحيان قد يرفع هرمون الحليب قليلاً عند النساء، لذا أنا لم أصفه لك بجرعة كبيرة، جرعة صغيرة جدًّا ولمدة بسيطة، وأعتقد أنه لن يؤثِّر عليك من الناحية الهرمونية، وفي ذات الوقت سوف يُؤدي إلى نوع من التضافر الإيجابي مع الزولفت، وهذا يُساعدك كثيرًا إن شاء الله تعالى من حيث الشفاء واختفاء الأعراض.
لابد أن أضيفُ شيئًا مهمًّا جدًّا، وهو: لا تعتمدي فقط على العلاج الدوائي، فهنالك العلاجات الاجتماعية والنفسية والإسلامية، الحرص على التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، التفاؤل، حُسن إدارة الوقت، الحرص على الصلوات في وقتها، صلة الرحم، أن تكون لك برامج حياتية، تُخططي فيها للحاضر وللمستقبل بأملٍ ورجاء وتفاؤل، أن تدخلي في دراسات عُليا مثلاً إذا كنت قد أكملت دراستك الجامعية، وإن لم يكن ذلك يمكن أن تكتسبي المعارف من خلال طُرق أخرى كثيرة، الآن التعليم متاح جدًّا، حفظ القرآن، أو على الأقل أجزاء منه أيضًا من الأشياء التي تُنمّي الإنسان وتنمّي فكره وعقله ومزاجه، وفي ذات الوقت تُساعد حقيقة في الاستقرار النفسي وتطور النفس.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.