طالب دراسات عليا أود الزواج ولا أستطيع.
2021-05-27 05:57:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب دكتوراه، أدرس في بلد غربي، أنا أتقاضى راتباً من الجامعة (مقابل عملي فيها) يكفي أجار شقتي الصغيرة التي أسكن فيها، ويكفي مصروفي، ولكني لا أستطيع الادخار منه، ولا يمكنني التوسع كثيرا في المصاريف.
أنا قد أدمنت لفترة على العادة السرية، وفي كل مرة أتوب ولكني أعود إليها، أعلم جيدا مضار هذه العادة على تركيزي، وجهازي العصبي، وعلى جسدي، وعلى شعري، وأسناني، إذ أنني عانيت وأعاني كثيرا من عوارضها؛ ولكني أضعف في كل مرة وأعود إليها.
أنا أودّ الزواج لكي أعف نفسي وتستقر نفسيتي، ولكني لا أملك تكاليف الزفاف، والمهر والتجهيزات،
فبما تنصحونني أن أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الابن الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يُعينك على إكمال دراستك، وأن يُسهِّل أمرك، وأن يضع في طريقك الزوجة التي تُعينك على الخير، وتُعينها على الطاعة، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا يخفى على أمثالك أن هذه الشريعة طلبت من الذي لا يتيسَّر له الزواج أن يسْلُك سبيل العفاف، قال ربُّنا العظيم: {ولْيستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}، كما أرجو أن تجتهد في عمل اليسير، في ادخار ولو الشيء القليل من أجل مشروع الزواج، واعلم أن من الثلاثة الذين يُعينهم الله الشاب الذي يريد الزواج ويريد العفاف والطُّهر. وثق بأن الزوجة تأتِ برزقها، كما قال ربُّنا العظيم: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}، وفهم السلف هذا المعنى فقال قائلهم: (التمسوا الغنى في النكاح)، والغنى في النكاح لأن الزوجة تأتِ برزقها، وكذلك الأولاد يأتون بأرزاقهم، وربما كان في أرزاق بعضهم سِعة فيعُمَّ الخير على الأسرة، و(طعام الاثنين يكفي الأربعة).
نحن نؤكد معك ضرورة أن يكون لك الشيء اليسير من المال، أن تبذل ما عندك، وستجد من بنات الناس من الصالحات مَن تريد زوجًا، ولها وضع مادّي جيد، يعني: يمكن أن تبدأ معك الحياة حتى تُكمل دراستك، وأنت ولله الحمد في دراسات عُليا، ستكون بعدها الأبواب أمامك مفتوحة للنجاح في الحياة، ونسأل الله أن يُبارك لك وفيك وعليك.
عليه: نحن نوصيك أولاً بالدعاء لنفسك.
الأمر الثاني: نوصيك بالابتعاد عن كل ما يُثير شهوتك.
الأمر الثالث: التوقف عن هذه الممارسة التي أشرت إلى بعض أضرارها، والتي لا تزيد الأمر إلَّا سُعارًا واشتدادًا، ولكنها ليست علاجًا، وهي أيضًا ممَّا تترك آثار سالبة على حياة الإنسان الأسرية مستقبلاً.
اجتهد في دراستك واشتغل بها، وحقق النجاح الكبير لبلدك ولأُمَّتك من خلال هذه الدراسة، وأيضًا الجانب الآخر: لا مانع من أن تبحث عن مصادر للدخل أخرى، وأيضًا تطلب من الأخيار أن يبحثوا لك عن زوجة صالحة تبحث عن رجلٍ صالحٍ يُريد العفاف والخير.
والإنسان أيضًا لا مانع من أن يستعين ببعض أهله وببعض الفضلاء، يُعاونونه ثم يُعاونهم بعد ذلك، يعاونونه على بلوغ العفاف، ويعاونهم بعد أن يتخرَّج ويأخذ الشهادات على ظروف الحياة وصعوباتها، فالناس لبعضهم، وبالتعاون يحدث الخير الكثير.
لكنَّنا نؤكد مرة أخرى على تجنُّب المخالفات، لأن المعاصي سببٌ للشؤم، وسببٌ لضيق الرزق، فإن للمعصية ظلمة في الوجه، وضيقا في الصدر، وبُغضة في قلوب الخلق، وتقتير أو ضيق في الرزق.
كما أن للطاعة عكس ذلك، من الانشراح في الصدر، والسعة في الرزق، فاحرص على طاعة الله، وتب إلى الله، وأكثر من الاستغفار ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يُذهبُ الله همَّك ويغفر لك ذنبك، وأكثر من قول (لا حول ولا قوة إلَّا بالله)، فإن هذه ذِكْرٌ وكنزٌ واستعانة ودعاء، ونسأل الله أن يسهّل أمرك، وأن يُقدِّر لك الخير ثم يُرضيك به.