كيف أتحكم في مشاعري تجاه من أحببتها؟
2021-05-26 07:36:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم جزيل الشكر على مجهودكم الرائع في هذا البرنامج الجميل، سائل الله أن يجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم.
بدأت قصتي عندما كنت في الإعدادية، وعرفت فتاة كانت معي في الفصل فأعجبت بها كثيرا، وبحيائها وجمالها، وكنت أسترق النظرات نحوها حتى بدأنا تبادل النظرات وكلي شوق لها، ولكن حيائي يمنعني حتى من إطالة النظر فيها، فلم ألمّح مرة واحدة أنني أعشقها، وأنا أحس في قلبي أنها أيضا تحبني من تلك النظرات الخاطفة، فأنا أتخيلها في يقظتي وتأتيني في منامي.
وقعت في حبها منذ 5 سنوات، وإلى الآن ما زلت أحبها، ويتجدد ذلك الحب كلما لمحتها صدفة في الطريق، وقد بدأ ذلك الحب يؤثر علي في حياتي وديني وفي دراستي، فأنا -الحمد لله- كنت قد أتممت حفظ القرآن، وكنت ملتزما، وأجتهد قدر استطاعتي في ديني ودراستي، حتى أنني لقبت بالشيخ منذ صغري، وما زال الناس يلقبونني بالشيخ وهذا ما يؤرقني، حيث أخشى أن أكون قد دخلت في دائرة النفاق بسبب المعاصي التي أعيش فيها.
الآن وأنا أحلم طوال حياتي أن أصبح طبيبا في المستقبل، ويعتبر أمل كل أسرتي، يقع علي هذا الحلم الجميل ولكنني دائما ما أحس بفراغ عاطفي، خاصة وأن أسرتي شبه مفككة بسبب زواج أبي على أمي، ومعاملته السيئة لنا، وأفكر دائما في شكل الحياة لو أنني تزوجتها، مع أنني أعلم أن ذلك مستحيل لأنني ما زلت طالبا، وهي لا تعلم بحبي لها حتى تنتظرني، فكيف أخرج من ذلك الحب الذي وقعت فيه، وهل هو حلال أم حرام؟ لأنه ليس باختياري، بل إنه وقع في قلبي من أول نظرة لتلك الفتاة.
أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنك سيئ الأخلاق والأعمال فإنه لا يصرف سيئها إلَّا هو، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
في مثل هذه الأحوال لا بد من حسم هذا الأمر، وأرجو أن تعرض ما في نفسك على الوالدة، فإن رضيت وقبلت أن تتواصل مع والدة الفتاة وتتيقَّن إن كان الانتظار منها ممكن وعرفتم أنها غير مرتبطة، وتأكدت الوالدة أن الفتاة أيضًا تُبادلك المشاعر فعند ذلك يمكن تأجيل الزواج، ولكن بعد ذلك لابد من مراعاة الضوابط الشرعية، فإن هذه الفتاة هي أجنبية، وستظلُّ كذلك أجنبية، حتى بعد كلام الوالدة لأهلها تظلُّ أجنبية، فلا يجوز الخلوة بينكم، يعني: هي تعامل معاملة أي امرأة ينبغي أن تغضَّ عنها البصر، وهي تغضُّ عنك بصرها.
ولكن فائدة هذه الخطوة هي أن الوالدة تكون قد حسمت هذا الأمر، فربما تكون الفتاة لا تُبادلك المشاعر، مجرد إعجاب أو مجرد فضول منها، وربما تكون الفتاة مرتبطة، وفي هذه الأحوال تكون أضعتَ وقتك، وربما تُضيّع وقتها كذلك.
على كل حال الأساس والهدف من هذه الخطوة هو أن تتأكد إمكانية الزواج وإمكانية الارتباط، وإذا تأكدت أن ذلك لا يمكن أن يحدث فيجب أن تتوقف كل هذه الخطوات، وعليك أن تجتهد في غضّ بصرك، وتجنّب الأماكن التي تُوجد فيها، فإن هذا الإطلاق للبصر وتكرار النظر سيؤثِّر على مستواك العلمي، وسيؤثِّر على مستوى التزامك، والإنسان ينبغي أن يجتهد في غض بصره كما أمرنا الله تبارك وتعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، والنتيجة {ويحفظوا فروجهم} والثمرة: {ذلك أزكى لهم} طهارة وراحة وطمأنينة، ثم خوّف المفرِّطين فقال: {إن الله خبيرٌ بما يصنعون}، ثم قال: {وقلْ للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ}، فالشرع يُطالبك بغض البصر كما يُطالب الفتاة بغض البصر.
وإذا كنت تريد أن تحسم هذا الأمر فالأمر كما أشرنا إليك، إمَّا أن تتواصل الوالدة مع أُمِّها، أو تكون على معرفة بإخوانها، فتعرفَ إمكانية الارتباط من عدمه، وأيضًا لا مانع من إشراك الوالد -إنْ رأيتَ- ولكن نحن دائمًا نفضّل أن تكون الخطوة الأولى بين النساء، لأنهنَّ الأعرف بأحوال بناتهنَّ، والأم صاحبة الطموحات المُحددة لبنتها، ولكن لو أنك بنفسك أيضًا بادرت بهذه الخطوة لا إشكال، المهم: الذي يريد فتاة ما ينبغي أن يسترق النظر ويُكرر ذلك، ولكن ينبغي أن يأت البيوت من أبوابها، ويُخبر أهله، ويُشركهم، فإن وجد الاتفاق والميل والقبول فنحن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح)، ولا مانع من تأجيل الزواج حتى تتهيئوا.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.