أحب أمي بشدة ولكنني أفقد أعصابي وأرفع صوتي عليها، فماذا أفعل؟

2021-04-07 01:57:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أحاول أن أوصل لها فكرة ما، ولكني أندم بعد ذلك بشدة، فأنا أحب أمي بشكل كبير، فأنا وحيدتها ومدللتها، وعلاقتنا كعلاقة البنت بأختها، ثم أنها امرأة عظيمة وصالحة، ولكن هذا العيب يفسد علي محاولاتي في برها، ودائما ما أعاهد نفسي أن لا أكررها، وأكون صبورة أكثر، وأعاملها بحلم، ولكني أفقد السيطرة رغما عني؛ لأن هذا يتكرر دائما وإن لم أرفع صوتي وأوقفها فلن تتوقف!

كما أن بعض قريباتي يلمنني ولكنهن لسن مكاني ولا َأحدا يدرك صعوبة هذا الأمر وشقوته علي، أشعر أن ربي يغضب مني لذلك، ولكني لست أجد سبيلا آخر للتعامل معها، والله أحبها ولا أقصد السوء، فماذا أفعل؟

علما أنني أحاول معها بكل هدوء، ولكن دون جدوى، فينتهي الأمر ببعض الصراخ، أنا خجلة من ربي، وأود من يدلني على طريقة لتمالك أعصابي في مثل هذه المواقف، وما الحكم في حالتي، فهل أنا عاقة لا قدر الله؟

جزاكم الله خيرا على هذه المنصة، وبلغنا الله وإياكم رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wafaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالدة، والحرص على بِرِّها، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا جميعًا في طاعته السعادة والآمال.

بداية كنا نتمنّى أن توضحي الفكرة التي تريدين إيصالها، لأن الفكرة نفسها لها علاقة بالطريقة المناسبة لإيصالها، ولكن على كل حال: أرجو أن تجتهدي في إرضاء الوالدة وتُبالغي في بِرِّها، واعلمي أن الوالد أو الوالدة حتى لو وقعوا في خطأ ينبغي أن نتعامل معهم بمنتهى اللطف ومُنتهى اللين، وهذا هو منهج نبي الله إبراهيم (الخليل) عليه وعلى نبينا صلاة ربِّنا الجليل، الذي كان والده ليس مُشركًا، بل كان ساندًا وقائدًا لعبدة الأصنام، وكان يقف عليها ويقوم على أمرها، ومع ذلك كان الخليل يُناديه بقوله: {يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ}، وكان يقول: {سأستغفر لك ربي}، وكان يقول: {لأستغفرنَّ لك وما أملك لك من الله من شيء}، كان أمره بالمعروف والنهي عن المنكر معه في نهاية اللطف.

ولذلك الفقهاء يقولون: إذا كانت المعصية والمخالفة والأمر المعيب يحصل من الوالد أو من الوالدة فإن الإنسان ينبغي أن يتلطَّف، ويُقدِّمُ بين يدي ذلك صنوفا من البر، ينتقي الكلمات، يختار الوقت، ثم يعرض النصيحة التي عنده، فإن رضيت الوالدة فبها ونعمت، وإن رفضت فعلينا أن ننسحب فورًا، ثم بعد ذلك نُعيد المحاولة مرة أخرى.

وأرجو ألَّا يحملك كلام الناس على مضايقة الوالدة، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، لكن من بِرِّها أن نسعى في تغيير الأمر، خاصة إذا كان فيه معصية لله تبارك وتعالى، وأرجو أن تتواصلي مع الموقع وتُبيِّني نوع المخالفة حتى نضع لك الخطة الصحيحة لتصحيح هذا الخلل الذي يحدث من الوالدة، واستمري في حُبِّها وبِرِّها، فإن حقَّها لا يسقط مهما حصل منها، قالت أسماء: (أتتني أمِّي وهي مشركة، وهي راغبة، فأصِلُ أُمِّي؟) قال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صِلي أُمَّك)، فكيف بأمٍّ مؤمنة عظيمة صالحة – كما تقولين – تقع في أمرٍ رُبَّما بسيط يقع فيه الكثير من الناس؟!

وعلى كلِّ حالٍ أرجو أن تجتهدي في بِرِّها، ولا يحملُك كلام الناس على مضايقة الوالدة، واتخذي الأساليب الصحيحة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو تصحيح الأمور الخاطئة.

نسأل الله لنا ولك الفوز ببرِّ آبائنا وأُمَّهاتنا في حياتهم وبعد مماتهم.

www.islamweb.net