أشعر بالحزن لأن رغبتي في الدراسة والتعلم ليست كالسابق.
2021-03-30 01:24:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة طب في المرحلة الخامسة، وحزينة؛ لأن رغبتي في الدراسة وقراءة المواد الطبية لم تعد مثل ما كانت في السنوات الأولى من الكلية، فقد كنت أقرأ الكتب وأشاهد الكثير من الفيديوهات، وكان دائما لدي رغبة في التعلم وتطوير مهاراتي، حتى أنني كنت أدرس الأعراض المرضية والأمور السريرية رغم أنها لم تكن واجبة علينا آنذاك.
أما الآن وفي هذه السنوات التي أصبحت دراسة الأمور السريرية واجبا علينا فإن هذه الرغبة انعدمت تقريبا ولم تعد مثل السابق أبدا، وحتى وإن أتى الوقت لكي أدرس فإني لا أحتمل الجلوس ساعات للدراسة -على عكس ما كنت عليه-، وأنا خائفة جدا الآن؛ لأن موعد امتحاناتي قد اقترب، ولدي الكثير من المواد التي لم أدرسها إلى الآن، ورغم أنني أضع الجداول وأخطط لها إلا أنني لا أطبق ما أقوله، وأتأخر في دراسة المحاضرات، ولا أنجز منها إلا القليل، فعندما وصلت للسنوات المهمة من الطب لا أعلم لماذا بدأت أفقد هذه الرغبة، والقدرة، وطاقتي على التحمل والصبر؟! فلم أعد مثل السابق، حتى عندما تحدثنا الأستاذة عما سيحدث بعد التخرج وعندما سنصبح أطباء امتياز فإنني أكره التفكير في الأمر، وأشعر أن لا رغبة لي به، ولست على قدر المسؤولية.
وللعلم عندما كنت في ال15 من عمري بدأت أعاني من مرض الوسواس القهري والاكتئاب، وأخذت العلاجات، وتحسنت حالتي-الحمد لله-، ولكني لم أشف منها فلا زلت إلى الآن أعاني منها بين فترة وأخرى، أرجو أن تساعدوني وترشدوني.
وفقكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
الحالة المزاجية عند الإنسان تتغيَّر وتتأرجح، ويُعرف تمامًا أن وجدان الإنسان قابل للانخفاض وللارتفاع، فهذه النوبات معروفة جدًّا، أن يُصاب الإنسان بشيءٍ من الضجر وبشيء من الملل، حتى الأشياء الجميلة والطيبة التي كان يُحبها قد لا يكون له رغبة قوية فيها، وأنت على إدراك تام وبصيرة أن الدراسة مهمّة، وأن الاجتهاد مهم، وأنك الآن في السنوات المتقدمة، ويجب أن تضعي جُهدًا أكبر حتى تجني ثمار هذا الجُهد بحول الله تعالى في شكلٍ نجاح بل وتميُّزٍ، وأن تكوني طبيبة ناجحة في المستقبل بحول الله تعالى.
فأنا أريدك أن تكوني إيجابية التفكير، مهما تكالبت عليك هذه الأفكار السلبية وضعف الرغبة، لا بد أن تنظري للأمور باستبصار وبإدراك إيجابي، وحاولي أن تتجنبي السهر، لأن السهر أيضًا مُجهد للإنسان نفسيًّا وجسديًّا، والنوم الليلي المبكّر والاستيقاظ المبكّر سيكون مفيدًا لك جدًّا.
نامي مبكِّرًا، واستيقظي مبكِّرًا، وصلِّ الفجر، وبعد ذلك ادرسي لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب للكلية، أعتقد أن هذا وقت طيب، البكور فيه خيرٌ كثير، درجة التركيز تكونُ عالية جدًّا، فأرجو أن تتبعي هذه المنهجية، وهي منهجية مفيدة جدًّا وإيجابية جدًّا.
وأريدك أيضًا أن تقومي ببعض التمارين الرياضية، كتمارين إحماء العضلات مثلاً. حاولي أيضًا أن تتواصلي مع صديقاتك، مع أفراد أسرتك، واسعي لأن تكوني إيجابية، الدعاء والذكر على الدوام وخاصة في هذه الأيام الطيبة، إن شاء الله تعالى يأتِ بخير كثيرٍ لك.
أنا أرى أنه لا بأس أبدًا أن تتناولي دواء بسيطا، وعقار (سيبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام) سيكون دواءً رائعًا جدًّا بالنسبة لك، لأنه يُزيل القلق ويُحسِّنُ المزاج، وبما أنه لديك تاريخ سابق للاستجابة للعلاجات الدوائية حين أتتك نوبات الاكتئاب والوسواس القهري، فأعتقد أن تناول الدواء في هذا الظرف أيضًا سيكون أمرًا مطلوبًا جدًّا، خاصة أن السيبرالكس من الأدوية السليمة والفاعلة وغير الإدمانية، وليس له تأثير على الهرمونات النسائية، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة وليست جرعة كبيرة.
توجد حبة تحتوي على عشرة مليجرام، تناولي نصفها – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة أسبوع، ثم اجعليها عشرة مليجرام يوميًا، وعلى الأقل استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلي الجرعة خمسة مليجرام لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
ويمكنك مراسلتنا من وقتٍ لآخر حتى نطمئن عليك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.