كيف أستعيد سعادتي مع زوجي ووالديه؟
2021-03-25 15:41:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية كلي امتنان لهذا الموقع المميز ولكل القائمين عليه.
أنا متزوجة منذ عامين، وقد كان تأخر بي الوقت حتى تزوجت، كنت أدعو الله قبل زواجي وابتهل إليه وأدعو أن يرزقني بالزوج الصالح، وكنت أتعهد لله بأنني سوف ألتزم بالعبادة، وبالفعل استجاب الله دعوتي ورزقني بزوج صالح و-الحمد لله-.
الذي حصل بعد زواجي أنني بدأت أقصر في صلواتي وعباداتي حتى انقطعت تمامًا، مع شعوري الدائم بالذنب، كانت حياتي مع زوجي وأمه وأبيه الذين يعيشان معنا في البيت مثالية، كنت غاية في السعادة، ولكني انشغلت وأهملت العبادات أكثر حتى بدأت حياتي تنقلب، صرت وبدون سبب أكره البيت ولا أطيق الجلوس فيه، وقل حديثي مع من حولي، وبدأت أشعر بكره وحقد شديد جدًا تجاه أم زوجي وأبيه، صرت أغلق على نفسي باب غرفتي وأبكي من شدة كرهي لهما، والغريب لم يكن هناك سبب يدعوني لكرههما،
ثم أصبحت حياتي مع زوجي باردة، صار يهملني ولا يهتم بي، ودائم الخروج من البيت لدرجة أنه يبات ليال متتالية في عمله، قليل السؤال قليل الكلام، حتى كرهت زوجي وصرت أشعر بالنفور منه.
تجمدت علاقتي بوالديه، وصرت -مع حسن تربيتي- أرد عليهما وأتفوه بكلام غير مناسب، حالتي النفسية سيئة، دائمة البكاء، لا شيء يسعدني، أنا خائفة من الله، خائفة على نفسي وأشعر بأن الله يعاقبني، أخجل من الله وأشعر بأنني عاجزة عن الرجوع له، هل من الممكن أن يكون قد دفن أحدهم عملًا لي للتفريق بيني وبين زوجي؟ كيف أستعيد حياتي السابقة وسعادتي؟
أرجو منكم المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Slma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُعينك على طاعته، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يهديك وييسر الهدى عليك، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا شك أن مسيرة التصحيح لما أنت فيه تبدأ بالعودة للسجود لله والخضوع لله تبارك وتعالى، والمواظبة على ذكر الله، واعلمي أنك إذا حافظت على أذكار المساء والصباح وحافظت على الصلوات وأذكار النوم وأذكار الأحوال التي علَّمنا إيَّاها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن ذلك يمنع حصول شيء سيء، ويرفع الذي نزل بك إن كان هناك شيء موجود من عينٍ أو نحوها.
فاستعيني بالله وتوكلي عليه، واعلمي أن الله يقبل الإنسان بعد تقصيره، فهو الذي يقبل التوبة عن عباده سبحانه وتعالى.
وتعوذي بالله من شيطانٍ لا يريد لنا الاستقرار، ولا يريد لنا السعادة. ولا تهتمي مَن الذي عمل، أو مَن التي عملت، ولكن اجعلي همَّك في العلاج، والعلاج في طاعتنا لله تبارك وتعالى الذي بيده ملكوت كل شيء، واعلمي أن كيد الشيطان وأعوانه ضعيف {إن كيد الشيطان كان ضعيفًا}، والسحرة أيضًا قال الله فيهم: {ولا يُفلح الساحر حيث أتى}، وكوني مؤمنة واثقة أنه لن يُصيبنا إلَّا ما كتب الله لنا، وأن أهل الأرض وإنِ اجتمعوا جميعًا على أن يضرُّوكِ لن يستطيعوا أن يضرُّوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف.
فأنت مؤمنة، فبادري بإصلاح العلاقة بينك وبين الله، ليُصلح الله ما بينك وبين الزوج، واجتهدي أيضًا في إزالة الأسباب التي أدَّت إلى النفور مع والديّ الزوج بعد أن كنت معهما في أحسن الأحوال، واعلمي أنهما في مقام الآباء والأمهات، وهم بالفعل آباء وأمهات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعين زوجك على التفاهم معك، وحبذا لو شجعتيه حتى يتواصل مع الموقع ليسمع التوجيهات المناسبة، ونسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية.
أكرر:
- عليك بكثرة الدعاء ثم الدعاء.
- عليك بالمواظبة على الصلاة.
- عليك بالمحافظة على أذكار المساء والصباح.
- عليك بتجنب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد.
- عليك بأن تعلمي أن البكاء والأحزان المتتابعة تضرُّ صحتك ولا تُقدِّم في الأمر شيئًا.
انطلقي واخرجي من حجرتك إلى الحياة، إلى والديّ زوجك، إلى الجارات، إلى الصالحات، تواصلي مع أسرتك، واعلمي أن الإنسان ما سُمي إنسان إلَّا لأنه يأنس بالآخرين، والإنسان مدني بطبعه، فكلما ازدت عزلة وجد الشيطان فرصة أكبر.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والثبات.