كيف أتعالج من شعور الحزن والهم وعدم التركيز؟
2021-03-07 00:29:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ارتكبت خطأً قبل 7 سنوات، ولمت نفسي كثيرا، فدخلت في قلق وهم، والشعور بفراغ العقل وعدم الشعور الكامل بالنفس أثناء التحدث مع الآخرين، وكأني في حلم، فصرف لي الطبيب النفسي دواء السيبراليكس فتحسنت كثيرا، ثم توقفت عن الدواء فترة الخمس سنوات.
قبل 3 سنوات دخلت في هم أثناء حيرتي بين وظيفتين، فاخترت إحداهما وتركت الأخرى، وكنت أتمنى الأخرى، دخلت في ندم وهم وغم مدة سنة، دخلت في حزن وكآبة وعدم تركيز وعدم استمتاع، فقررت العودة إلى دواء السيبراليكس، ولكن لم يفدني مثل السابق، فذهبت إلى طبيب نفسي وصرف لي دواء البروزاك جرعة 40 فتحسنت قليلا، ثم دخلت في تذبذب، أحيانا اكتئاب وعدم تركيز، وأحيانا في طبيعتي، فأضاف لي الطبيب دواء السيريكويل xr جرعة 100 ملجم فتحسنت قليلا، ولكني دخلت في زياده وزن 8 كيلو، فأوقف لي هذا الدواء وصرف لي دواء السوليان، ولكن دون تحسن في حالتي.
فما هو العلاج المناسب لحالتي؟ وهل إجراء الطلب صحيح؟ وكم يستغرق دواء السوليان ليبدأ مفعوله ويصل إلى قمة فعاليته؟ علما أني لا أفكر في أي شيء يقلقني، لكني لم أعد طبيعيا، وهل هذه أعراض اكتئاب؟ أتمنى أن تساعدوني في هذه الأزمة التي أعانيها.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الموقع، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: الذي يتضح لي أن (شخصيتك حسَّاسة)، وقد يكون لديك درجة بسيطة من (القلق الاكتئابي)، وهذا هو الذي يُدخلك في هذه الهموم، ويظهر أنك تُضخم الأشياء الصغيرة، خاصة إذا كانت سلبية، وهذا يُؤدي إلى استحواذ ذهني ومعرفي سلبي.
أخي الكريم: العلاج الدوائي لا يُمثِّلُ أكثر من ثلاثين بالمائة (30%) فيما يتعلق بالفائدة العلاجية، والأدوية متشابهة ومتقاربة جدًّا، لذا الآليات العلاجية الأخرى خاصة الجوانب النفسية والاجتماعية والدينية، يجب أن يُركّز عليها الإنسان كثيرًا.
مثلاً على النطاق الاجتماعي: مهما كانت مشاعرك سلبية يجب أن تكون شخصًا تستجيب للواجبات الاجتماعية، لا تتخلف أبدًا عن الدعوات، الذهاب إلى الأفراح، زيارة المرضى في المستشفيات، المشي في الجنائز، صلة الرحم، الجلوس مع الأصدقاء، بناء شبكة اجتماعية ممتازة.
فيا أخي: هذه الأمور علاجات أصيلة لصرف القلق والتوتر والاكتئاب والشعور بالندم الغير مبرر.
الأمر الآخر هو: تنظيم الوقت، والحرص على الإيجابية في الأفعال وفي الأفكار وفي المشاعر. الذي يُدير وقته بصورة صحيحة يُدير حياته. وأهم شيء في إدارة الوقت: تجنُّب السهر، والحرص على النوم المبكِّر، والإنسان حين يبدأ يومه بعد صلاة الفجر يكون قد بدأ بأفضل الأوقات، هذا وقت فيه الكثير من الخير والبركة، ويكون الدماغ في حالة استواء، واستقرار، وإيجابية كبيرة.
ممارسة الرياضة أيضًا من الأشياء المهمة جدًّا التي يُركَّز عليها كثيرًا الآن من أجل علاج الاكتئاب والتوترات والقلق.
تطوير الذات – يا أخي – من جميع النواحي، اكتساب المعارف، القراءة، الاطلاع، إجادة المهنة التي تعمل بها، وأن تكون مُحبًّا لعملك، وأن تُطور نفسك في عملك، هذه هي العلاجات، ومهما كان المزاج يجب أن يحرص الإنسان على هذه التطورات النفسية الإيجابية.
الحرص – يا أخي – على الصلوات في وقتها مع الجماعة، متى ما كان ذلك ممكنًا، المحافظة على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – الورد القرآني اليومي، هذه تبعث طمأنينة كبيرة جدًّا في نفس الإنسان.
إذًا سبعون بالمائة من العلاجات ليست دوائية، وتغيير نمط الحياة على الأسس التي ذكرتُها لك هو الذي ينفع ويُفيد ويستمر، لكن الاعتماد فقط على الدواء قد يتحسَّن الإنسان بعد التوقف منه، إلَّا أنه قد ينتكس مرة أخرى وترجع له ما كان يعاني منه، فأرجو أن تهتمَّ بهذه الآليات العلاجية.
أمَّا بالنسبة للأدوية التي تتناولها: فالـ (بروزاك) دواء جيد جدًّا، له ميزات كثيرة إيجابية، وأنت توقفت الآن عن الـ (سيوركويل) وبدأت الـ (سوليان) كدواء داعم، والسوليان نسبيًّا سريع الفعالية، في ظرف إلى عشرة أيام من المفترض أن يُساعدك في الاسترخاء، وأن يقلَّ القلق ويبدأ تحسين المزاج -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.