الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
استشارتك التي رقمها (
2464527) -والتي أجاب عليها الأخ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر- واضحة بذاتها، وأرجو أن تأخذ بكل النصائح الإرشادية الممتازة التي ذكرها لك الدكتور.
بالنسبة لاضطراب النوم الذي حدث لك مع عقار (ديبريتين Depretine) وهو المسمَّى علميًا (باروكسيتين paroxetine ) وله اسم تجاري آخر يُسمَّى (سيروكسات Seroxat): هذا يحدث لحوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة (20 : 30%) من الناس، لذا نقول في هذه الحالة: يفضّل أن يتمّ تناول هذا الدواء في وقت الصباح، لكن هو دواء ممتاز، دواء فاعل.
وأنت الآن انتقلت لمجموعة أخرى من الأدوية، وأنا أقول لك أيضًا أنها فاعلة جدًّا، (فلوكسيتين Fluoxetine) و (أنفرانيل Anafranil) على وجه الخصوص هي من الأدوية المعتمدة لعلاج الوساوس القهرية، ويجب أن تصبر عليها لتتحصّل على فائدتها الكليّة، لأن البناء الكيميائي لهذه الأدوية يتطلب بعض الوقت.
أمَّا عقار (كيتيل Kietyl) لتحسين النوم: قطعًا لا تحتاج أن تستمر عليه لفترة طويلة، بل لا أنصح بالاستمرار عليه لفترة طويلة، حتى لا يحدث نوعًا من التعوّد.
بالنسبة للآثار الجانبية لعقار (فلوكستين) والـ (أنفرانيل) فهي قليلة جدًّا.
الأنفرانيل قد يُسبب بعض الجفاف في الفم، وثقلٍ في العينين قليلاً في الأيام الأولى للعلاج، وبعض الناس أيضًا يشتكون من الإمساك في بداية العلاج، لكن لا أتوقع أن تحدث لك هذه الآثار الجانبية لأنك صغير في السِّن، حيث إن الآثار التي ذكرتها لك معظمها نُشاهدها لدى كبار السّن.
الفلوكسيتين من الأدوية الراقية، ومن الأدوية النقية جدًّا، قليلة الآثار الجانبية، فقط قد يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي عند الجماع بالنسبة للمتزوجين، كما أنه قد يؤدي أيضًا إلى اضطرابٍ في النوم، لذا يجب أن يتم تناوله صباحًا، أيضًا قد يؤدي نقصان بسيط في الشهية للطعام في الأيام الأولى للعلاج.
موضوع أن الفلوكسيتين يُسبب الأفكار انتحارية والأفعال انتحارية: هذا الكلام حوله الكثير من اللغط، هنالك حالات قليلة جدًّا ونادرة جدًّا من اليافعين -الذين هم دون 18 عامًا- حين تمَّ إعطائهم هذا الدواء ازدادت لديهم الأفكار الانتحارية بدرجة قليلة، ولكن لم يحدث فعل الانتحار نفسه، وأنت -الحمد لله تعالى- لست من هذه الفئة العمرية.
أيها -الفاضل الكريم-: النوم حاجة بيولوجية، والإنسان لا بد أن ينام، وطبعًا إذا الإنسان لم ينم لفترات طويلة سوف يُصاب بالإنهاك والإجهاد، ويُصاب بالتعب، مثلاً عدم النوم لمدة ستة وتسعين ساعة -وهذا نادرًا ما يحدث- قد يؤدي إلى نوع من الهذيان، وضعف في التركيز، وشيء من هذا القبيل، لكن هذا لا يحدث أبدًا في أوضاع طبيعية، فهذا لا ينطبق عليك أبدًا.
هل النوم سيأتي وتنام رغمًا عنك؟
طبعًا، النوم حاجة بيولوجية طبيعية يعتمد على أجزاء مُعينة في الدماغ، هنالك مركز للنوم، وهناك إفرازات كيميائية، ولكن الإنسان يجب أن يتهيأ للنوم حتى ينام، فالنوم أمر تلقائي، حاجة ضرورية للإنسان، أمر بيولوجي، فسيولوجي، وأمر نفسي في ذات الوقت، إذًا نستطيع أن نقول أن النوم هو أمرٌ لا إرادي، لكن الإرادة تُحسِّنُ من كفاءة النوم، وتستجلب النوم لنا بصورة أسهل.
هذا هو الذي أودُّ أن أذكره لك، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.