لدي صديقات يقعن في المعاصي وأحب هدايتهن.
2021-01-21 04:17:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
في محيطي لدي صديقات مسلمات، لكنهن واقعات في بعض المعاصي، مثل التبرج، وعدم ارتداء الحجاب، وغيرها، فكيف أتعامل معهن؟ هل أقاطعهن وأمنع عنهن ما أمنحه من هدايا أو كلمة طيبة؟ هل أحاسب على محبتي ومودتي لهن؟ على الرغم أني غير راضية، وكارهة لأفعالهن تلك؟
بصراحة هن فتيات طيبات، لكن رؤيتهن واقعات في تلك المعاصي تؤذيني.
علماً أني أدعو لهن في ظهر الغيب، وأسأل الله أن يهديهن ويوفقهن لما يحبه ويرضاه، وفي قرارة نفسي أعلم بأن النصح لن ينفع نوعاً ما، وأشعر أنهن يحتجن إلى تغيير من الداخل.
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً وسهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعنا، ونسأل الله أن ينفع بكم، وأن يجعل هداية تلك الفتيات على يديك، والجواب على ما ذكرت:
بداية أحيي فيك حرصك على هداية تلك الفتيات بالدعاء لهن، والإهداء لهن حتى تتألفي قلوبهن، ويمكن أن توجهي لهن النصيحة أيضاً، ولتكن برفق ولين، وأن تكون متدرجة بأن تكون النصيحة في الأمور المهمة من دعوتهن إلى طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتقوية الإيمان بالله ومراقبته، والحفاظ على الصلاة، ثم يأتي بعد أن تريهن قد استجبن لك، فيمكن أن تقدمي لهن النصح حول الحجاب وأنه مما أوجبه الله على المرأة المسلمة.
المودة الظاهرة التي لديك نحو الفتيات بسبب الصداقة مع الكره لما هن عليه تلك من المخالفات الشرعية، لا بأس بها، ولا تحاسبين إن شاء الله عليها، بل عليك أن تحافظي عليها لأنها ستكون سبباً في صلاحهن، إن شاء الله.
أخيراً، عند دعوة الآخرين إلى الحق يجب علينا أن نسلك أحسن السبل في الدعوة إلى الله، وأن نجتهد في هداية الناس، ولا ينبغي أن نتوقف بحجة أنه لا أمل في الاستجابة منهم، فإننا مأمورون بأن ندعو إلى الله، وهذه هداية البيان والإرشاد وأما الاستجابة وقبول النصح فإن هذا بيد الله وحده، كما قال تعالى " (إِنَّكَ لَا تَهدي مَن أَحبَبتَ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَهدِي مَن يشَاءُ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ) [سورة القصص 56].
لهذا أدعوك إلى نصح تلك الفتيات، ولك أجر في ذلك، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام" من دل على خير، فله مثل أجر فاعله" رواه الطبراني.
وفقك الله لمرضاته.