تناقصات الشخصية وكيفية التخلص منها
2005-12-31 02:40:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحس كأني شخصيتان في آنٍ واحد، بالرغم من حبي للناس، إلا أنه أحياناً أشعر بالحقد وأفرح إذا حصل لي شيء غير مفرح لهم، ولكن أحس بعدها بالندم على ما حصل له، وأحس أنني بدأت أكره نفسي لأنني لا أريد إيذاء أحد، ولكن هذه المشاعر خارجة عن إرادتي.
ساعدوني.
مشكلتي الثانية:
دائماً أريد من الغير الاهتمام بي فقط، فأكره إن رأيت صديقتي تجلس بكثرة مع إحدى الزميلات، وأغار إن رأيت زوجي يمزح أو يضحك مع أحد حتى لو كن أخواته، وأزعل منها وأخاصمها بدون إيضاح السبب، مع العلم أنني أكره هذه العادة السيئة وأتمنى الخلاص منها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ الزهراء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فهذه المتناقضات التي توجد في شخصيتك هي حقيقةً تمثل نوعا من الطاقات النفسية التي انحرفت عن مسارها الطبيعي، وربما يكون ذلك لعدة أسباب، إما ناتجة عن التنشئة أو لظروف حياتية معينة تعرضت لها في السابق.
الحمد لله أنتِ مثقفة ومتعلمة، وتعملين في مجال التربية، وهذا في حد ذاته يمثل دافعاً أو رصيداً إيجابياً بالنسبة لك من أجل أن تكوني أكثر اعتدالاً في مشاعرك.
أنت ذكرت أنك تحبين الناس ولكن في نفس الوقت تشعرين بالحقد عليهم، ومن المفترض أن يتحول هذا الحب إلى أشياء عملية أو تطبيقية، بمعنى أن تحاولي مساعدة الضعيف، وأن تشاركي الناس في أزماتهم، وأن تحاولي تفريج الكرب عن المكروبين، فهذا إن شاء الله سوف يزيد من مشاعر الخير لديك نحو الآخرين.
لابد للإنسان أيضاً أن يحاول إحجام نفسه عن الحقد على الآخرين؛ لأنه ينافي تعاليم ديننا، كما أنه سوف يعود على الإنسان سلباً، فالإنسان الذي يكره سوف تسلط عليه كراهية الآخرين وإن لم يشعر بذلك؛ لأن الحياة قائمة كلها على الثنائية والتبادل المنفعي في كثيرٍ من الحالات، ولكن ربما لا نشعر بذلك.
سيكون من الأفضل لك أيضاً أن تطوري من مهاراتك الاجتماعية، خاصةً في الجوانب الخيرية، وذلك بالانضمام والانخراط في أي نوع من الأعمال الخيرية، والحمد لله توجد الكثير من الجمعيات الخيرية في المنطقة.
بالنسبة لمحاولة أنك تحسين أنك في حاجة لاهتمام الغير بك دائماً، هذا أيضاً في رأيي علة بسيطة في شخصيتك، لابد أن تكوني أكثر مرونة في أن الإنسان لا يمكن أن يكون دائماً هو المرتكز أو النقطة التي يشد الآخرين انتباههم نحوها، فالإنسانية محتاجة لأن توزع مشاعرها بصورةٍ فيها نوع من العدل والمساواة.
أرجو أيتها الأخت المباركة أن تعودي إلى الله بصورةٍ أقوى، وأن تكوني أكثر حرصاً في عباداتك، وأن تحاولي تطبيق المعاملات الإسلامية، خاصةً التي تتعلق بالتواصل مع الآخرين، فهي إن شاء الله تؤدي إلى طيب النفس، وإزالة الحقد، والتسامح، والإيثار، وهذه جميعها من مكارم الأخلاق، وأنا على ثقةٍ كاملة أنك إن شاء الله لديك الكثير من الطاقات الخيرية الكامنة، والتي يجب أن يُتاح لها الفرصة للانطلاق حتى تقضي على طاقات الشر والغيرة والحقد.
وبالله التوفيق.