أعاني من التوتر الزائد عن الحد الطبيعي
2021-01-17 04:27:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كنت أود أن أسأل عن حالتي، والتي لا أعلم ما إذا كانت نفسية أم عضوية، حيث إني منذ فترة طويلة تقريباً 3 سنوات بدأت بشكل متدرج أحس بالتوتر الدائم، حيث إني إذا خضت أي نقاش جاد قد يخرج مني كلام لم أكن أريد قوله أحس بضيق شديد في تنفسي، حيث يصعب علي إخراج صوتي من حلقي وأنفعل بسرعة في لحظات كهذه لأي سبب طفيف.
في الآونة الأخرة أصبح الأمر متفاقماً عما مضى حيث إن أي شيء بسيط (كلب أو قطة ...الخ) يمر بجانبي أفزع بسرعة، وأجد أنه قد يحدث في بعض الأحيان بعض الحركات اللاإرادية البسيطة من ذراعي أو رقبتي أو حتى قدمي، حيث إني أشك في أن عضلاتي من الممكن أن تنقبض بمجرد مرور فكرة انقباضها على ذهني.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
الحالة هذه إن شاء الله حالة بسيطة جدًّا، والذي لديك هو نوع من القلق النفسي البسيط الذي يؤدي إلى العصبية والتوتر في بعض المواقف، كالمواجهات مثلاً، أو الخوض في نقاشات، ولديك أيضًا شيء من قلق الرهاب أو المخاوف البسيطة – كما تفضلتَ – حين تعرُّضك لمشاهدة كلب أو قطة قد تحسّ بشيء من الخوف، وفي بعض الأحيان تظهر لديك حركات عضلية لا إرادية.
هذا – يا أخي – كله ناتج من قلق المخاوف من الدرجة البسيطة، فإذًا أنت لست مريضًا جسديًّا ولا مريضًا نفسيًا، هذه ظاهرة وليس أكثر من ذلك.
القلق طاقة إنسانية وجدانية مهمة جدًّا لنا، يعني: أنت الآن في كلية الطب وإذا لم تقلق حول مستقبلك وتجتهد في دراستك لن تصل إلى مبتغاك، فإذًا القلق يمكن أن يوظفه الإنسان بصورة إيجابية، أن تحسن إدارة وقتك، أن تنظم وقتك، أن تجتهد في دراستك، تلتزم بواجباتك الدينية، تمارس الرياضة، تتواصل اجتماعيًّا؛ هنا يكون القلق كطاقة ضرورية للإنسان قد تمّ توظيفه بصورة صحيحة، أمَّا القلق الذي لا نوظفه بالصورة الصحيحة ونجعله يحتقن سوف يؤدي إلى تبعات سلبية مثل النوع الذي تحدثت عنه.
المخاوف – يا أخي – أيًّا كانت يجب أن تُحقّر، يجب ألَّا يهتمَّ بها الإنسان، وعليك أن تواجه وألَّا تتجنب أبدًا. كن دائمًا في الصفوف الأولى في كل شيء.
بعض الممارسات على المستوى الجماعي تُعالج المخاوف هذه، مثلاً أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، وتكون دائمًا في الصف الأول، أن تنخرط مع مجموعة من أصدقائك لممارسة رياضة جماعية مع بعضكم، مثل كرة القدم مثلاً، مشاركة أصدقائك في مناسباتهم، هذه كلها آليات اجتماعية مفيدة جدًّا، وإن شاء الله تساعدك كثيرًا.
أنا أيضًا أريدك أن تتمرّن على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين استرخاء متعددة، أفضلها وأبسطها وأهمها هي تمارين التنفس المتدرّج (الشهيق والزفير)، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها، وبصفة عامة: تمارين الاسترخاء تتطلب التأمُّل على المستوى العقلي، التأمُّل الإيجابي، الاستغراق الذهني السليم، فحاول أن تقرأ عنها – أيها الفاضل الكريم – وسوف تجد فيه نفعًا كبيرًا جدًّا.
أريدك أيضًا أن تقرأ عمَّا يُسمَّى بـ (Emotional intelligence) أي ما يُعرف بالذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني، وهو من العلوم الراقية جدًّا، من العلوم المستحدثة، الإنسان لديه ذكاء أكاديمي ولديه ذكاء وجداني، الذكاء الوجداني هذا هو الذي يجعلنا نفهم أنفسنا ونتعامل معها بإيجابية، وكذلك كيف نتعامل إيجابيًا مع الآخرين. فحاول أن تكون لك اطلاعات حول هذا العلم، واجتهد في دراستك، وإن شاء الله هذا الموضوع بسيط جدًّا، موضوع القلق، ويمكن أن يُوظف بصورة صحيحة، ولا أراك محتاجًا لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.