لدي وسواس شديد بأنني سأصاب بالجنون إن لم أنم!
2021-01-14 04:24:37 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من وسواس الخوف من عدم النوم، الذي بدأ معي منذ سن 14 عشرة، أي ما يقارب 13سنة، وأنا في صراع دائم ومستمر مع هذا المرض، الذي يعرف بالوسواس القهري، الذي بفضل موقعكم توصلت إلى تفسير لحالتي من خلال استشارات المصابين بنفس المرض، والذي سلب مني طعم الحياة، حول حياتي من سعادة إلى حزن وقلق واكتئاب، قهرني إلى درجة أنه أدخلني في حلقة لم أستطع الخروج منها.
جئتكم اليوم ودموعي تملأ عيني راجيا منكم أن تساعدوني، لقد تراكمت وساوسي، وأصبحت كثيرة من وسواس الخوف، من عدم النوم إلى وسواس الموت إلى وسواس النظافة، إلى وسواس العد إلى وسواس تنظيم إلى وسواس مراقبة نفسي وتصرفاتي، وأحادث وأي شيء أراه أدقق فيه، وأعرف جميع تفاصيله لدرجة أني أحتفظ بجميع الأشياء التي أراها وآخذ صورة لكل شيء يلفت نظري، وأدون كل شيء يراود تفكيري من خلال ربطها بوسواس عدم القدرة على النوم، فيقول لي إن لم تفعل هكذا، فلن تنم وستجن، فهي تأخذ مني ما يقارب 6 ساعات إلى 10 ساعات يوميا.
ذهبت الى طبيب في 28/12/20 وصف لي دواء دبريتين، بعدها في نفس اليوم ذهبت إلى طبيب آخر، فوصف لي دواء انافرانيل كيتيل فلوكستين، لم أشتر أي دواء إلى حد الآن؛ لأنني خائف أن أتعاطها، هل صحيح أن لم أنم لأيام سأجن؟ هل صحيح إن لم أقم بالأفعال القهرية لن أستطيع النوم؟ ما طريقة التعامل مع الأفعال القهرية؟ في حالة لم أنم لأيام ماذا سيحصل؟ هل صحيح أن الوسواس سوف يتحول إلى مرض عقلي؟ من هو الطبيب الذي أتبعه؟ هل سيقودني المرض إلى الانتحار بسبب الأدوية أو بسبب المرض؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنت أخي الكريم فعلاً تعاني من وسواس قهري اضطراري منذ فترة طويلة، ومعروف أن الوسواس القهري فعلاً يتغيّر من وسواس شك إلى وسواس خوف من الموت، إلى وسواس في عدم النوم، وهكذا، ففعلاً الوساوس القهرية تتغيّر من وقتٍ لآخر، لكن يظل المرض واحدًا والاضطراب واحدًا، وهو الوسواس القهري.
وكونك تجلس أكثر من ست ساعات، فهذا يعني زمنا طويلا ويتطلب العلاج، يُقال إن قضاء أكثر من ثلاث ساعات يوميًا في الوسواس هذا يتطلب العلاج أخي الكريم.
عدم النوم لن يؤدي إلى الجنون – أخي الكريم – بالعكس كان سابقًا بعض الأطباء يُعالجون مرضى الاكتئاب بمنعهم من النوم.
الشيء الثاني: أن الوسواس القهري لا يتحول إلى مرض عقلي، هو مرض متعب، وصاحبه يُعاني بشدة، ولكنه لا يؤدي إلى مرض عقلي، بل يتطلب العلاج حتى ولو استمر العلاج لفترة طويلة.
أنا من رأيي تأخذ العلاج الأول؛ لأنني دائمًا أفضّل أن يكتب الطبيب دواءً واحدا، وليس أكثر من دواء، يكتب دواءً واحدًا؛ لأن معرفة – في النهاية – ما هو الدواء الذي استفدتَّ منه مهمٌّ جدًّا عندما نحاول أن نُوقف الأدوية، فأخذ دواء واحد مهم، تعطيه الوقت المناسب، وتأخذه بالجرعة المناسبة، فإذا تحسّنت عليه فبها ونعمت، وإن لم تتحسّن عليه، فيمكن التحول إلى دواء آخر، لكن إعطاء أكثر من دواء في المرة الواحدة - غير زيادة الآثار الجانبية - يُؤدي إلى عدم معرفة أيِّ الأدوية استفدتَّ منه، وهذا شيء مهمٌّ جدًّا لمتابعة المرض.
فعليك بأخذ الدواء من الطبيب الأول والمتابعة معه باستمرار – أخي الكريم – ويُستحسن أن تُشاوره في إضافة مكوّن علاج سلوكي معرفي مع الدواء الذي يصفه لك، فهذا سيكونُ مفيدًا جدًّا في حالة الوسواس القهري، ويُساعد في التعافي بسرعة.
وفقك الله وسدد خطاك.