أعاني من نوبات قلق وهلع مزمن، أرجو المساعدة.

2021-01-12 02:54:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني من قلق عام ونوبات هلع مزمن منذ 17 سنة، تعالجت على فترات، آخر مرة لمدة 5 سنوات متواصلة zelax 10 ملغ، فعادت حياتي طبيعية بشكل عام، لكن منذ 4 أشهر كنت حاملا لشهرين وتوقف النبض، وتبين وجود جلطة في وريد الكلية، أتناول المميع منذ ذلك الوقت، لم تظهر التحاليل أي سبب للتخثر، وزالت الخثرة -الحمد لله-، وسأبقى عالمميع لشهرين قادمين.

المشكلة أنني أوقفت الزيلاكس منذ بداية الجلطة، لخوفي من زيادة تأثير المميع، لكن حالتي تراجعت للصفر، والقلق اشتد، ولا أخرج من المنزل، وأرتبك من التعامل مع الناس، ولا أنام جيداً، وأصحو من النوم بخفقان وتعرق، وشعور دائم بالسقوط والدوخة، حتى الدورة الشهرية منقطعة منذ أكثر من شهرين، رغم عدم وجود سبب واضح.

تحاليل الغدة الدرقية وهرمون الحليب طبيعية، ولم يحدث خلل في موعدها على مر السنين، التوتر والقلق يلازمانني، لا أستطيع العيش، أشعر بأنني مقيدة، أخاف من كل شيء دون سبب، أقوم بمتطلبات بيتي وأولادي بصعوبة، ولم أعد أستطيع تبرير غيابي للأقارب والعلاقات الاجتماعية.

هل أحتاج للدواء مدى الحياة؟ رغم أنه لا يعالج بشكل تام، لكنه يُسير أموري بشكل مقبول نوعا ما.

أمارس الرياضة، وأقوم بالأشغال اليدوية والقراءة، وأقوم بالعبادات، لكن لا شيء يوقف عقلي عن التفكير والخوف.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

طبعًا من الضروري جدًّا أن تواصلي مع طبيبة أمراض الدم فيما يتعلق بالجلطة البسيطة التي حدثت لك، والحمد لله أنه قد تمَّ اكتشافها، وطبعًا الأدوية التي تُساعد في تمييع الدم مهمة.

وحالة القلق ونوبات الهلع التي تعانين منها -إن شاء الله تعالى- سوف تزول، لا أريدك أبدًا أن تعيشي تحت القلق التوقعي، بمعنى التفكير في أن هذه الحالة سوف تستمر معك لسنوات طويلة، وأنك ستظلين أسيرة لهذه الأعراض، وأنها سوف تُعطّل حياتك، لا، يجب أن تعيشي في قوة الآن، الآن (الحاضر) دائمًا أقوى من ضعف الماضي ومن تخوف المستقبل، عيشي الحياة بإيجابية.

سعدتُّ كثيرًا حين عرفت أنك تمارسين الرياضة وتقومين بواجباتك المنزلية واليدوية، وحريصة على واجباتك الدينية، أسأل الله تعالى أن يزيدك من هذا، وهذه أُسس رئيسية في الحياة، لتحسين نمط الحياة، وأنصحك ببعض الإضافات، أهمها: أن تمارسي بعض التمارين الاسترخائية، توجد برامج ممتازة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية التنفس التدرُّجي (الشهيق والزفير) بقوة وببطء، وكذلك تمارين شد العضلات واسترخائها بصورة متدرِّجة، هذه هي تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدًّا، فأرجو أن تستعيني بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب لتفيدك في هذا السياق.

لا تنسي أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، وذلك من خلال النوم الليلي المبكّر الذي ينتج عنه الاستيقاظ المبكّر، والإنسان يؤدي صلاة الفجر في وقته، وهنا تنتظم الساعة البيولوجية بشكل رائع جدًّا، والإنسان الذي يكون له إنجازات في الصباح-؛ لأن الصباح فيه خير كثير، والبكور فيه بركة كثيرة-، دائمًا تجده مرتاحًا جدًّا في بقية اليوم، أنصحك بهذه المناهج الحياتية.

طبعًا تفاعلك مع أسرتك مهمٌّ جدًّا، الحرص على الواجبات الاجتماعية مهمَّة جدًّا، بِرَّ الوالدين من الأشياء الضرورية، وكذلك القيام بالواجبات الزوجية، وأن تلعبي دور الأمومة على أصولها، هذه كلها تُشعرك بالرضا، يجب أن تحاولي دائمًا أن تُولِّدي الدافعية الإيجابية لديك.

أمَّا بالنسبة للدواء فلا بأس، السبرالكس عقار ممتاز، وهو لا يتفاعل حقيقة سلبيًّا مع الأدوية المناعة للتخثر مثل (وارفارين) مثلاً، وأنت تتناولينه بجرعة صغيرة، فابدئي مرة أخرى بجرعة خمسة مليجرام يوميًا، مثلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر إلى عام، وقد لا تحتاجين لأكثر من ذلك، خاصة إذا كان اهتمامك أصبح مرتفعًا بنمط الحياة الإيجابية، لأن هذا هو البديل العلاجي الجيد.

يوجد أيضًا دواء مشابه جدًّا للسبرالكس وهو (زولفت) والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين) أيضًا دواء سليم جدًّا وفاعل جدًّا، ومضاد للمخاوف، لكن ما دامت النتائج فيما سبق كانت جيدة مع الزيلاكس فأرجو أن تستمري عليه بالصورة التي ذكرتها لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net