كيف أتصرف مع زوجتي فهي تفتعل المشاكل وحقودة ولا تطيع أوامري؟
2021-01-10 04:53:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
متزوج منذ أربع سنوات، وعندي طفلين، ربي ابتلاني بامرأة لا تخاف الله فيّ ولا في أولادي، حاولت معها مرارا وتكرارا بكل الأساليب ولكن بدون فائدة، فهي عنيدة جدًا، وتريد تنفيذ كل شيء ترغب به، تكلمت مع أباها وأمها وأخواتها، وافترقنا لعدة مرات، وفي كل مرة أكسر نفسي من أجل الأطفال، وما رأيت من حل معها.
ولديها مشاكل كبيرة مع أهلي غذّاها من حولهما من أصدقاء وأقرباء، ودائما ما تقول لي أهلك فعلوا كذا وكذا، وهي من النوع الحقود، وعند كل مشكلة بيننا تتكلم وتذكر المشكلات من يوم زواجنا وحتى تاريخه فهي لا تنسى أبداً وبأدق التفاصيل.
ولا تطيع لي أمراً، ضقت ذرعاً بها، وأريد الخلاص منها بأي طريقة، ودائما ما تهددني أنه عندما يكبر الأطفال سوف تأخذهم وتتركني، وهي تقوم بالدعاء عليّ وعلى عائلتي بأغلظ الكلمات، وأحياناً من شدة غيضها تضرب الأطفال.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونشكر لك التواصل، والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يحفظ الأطفال، وأن يُحقق لكم السعادة والآمال.
لقد ذكرت العيوب - وهي خطيرة وكبيرة - في الزوجة المذكورة، لكن كان بودِّنا أن تذكر شيئًا أيضًا من الإيجابيات حتى تضح الصورة أمامنا، وأنت صاحب القرار في كل ذلك، والشريعة جعلت القِوامة بيد الرجل من أجل أن يُحسن التصرف والاستخدام لهذه القِوامة، والتي هي عبارة عن إصلاح وإرشاد وتوجيه ونُصح، والمرأة ناقصة، والعِوج يلازمها، فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج، وإلَّا فكسرُها طلاقُها، والشريعة لا تميل إلى مسألة الطلاق خاصة في وجود أطفال.
وعليه أرجو أن تجلس مع نفسك لتتذكَّر ما في زوجتك من الإيجابيات، وما فيها من المواقف الجميلة، ثم تضع إلى جوارها – في ورقة أخرى – السلبيات التي ذكرتها لنا، وهي من الخطورة بمكان، ولكن دائمًا عندما تُوضع الإيجابيات إلى جوار السلبيات تتضح الصورة، وطوبى لمن تنغمر سيئاتُه في بحور حسناته.
بالنسبة لأهلها: إذا كان لهم دور سلبي فأرجو أن تُدير المسألة وحدك، ويُفضّل أيضًا التواصل مع استشاري مُحايد، أو مركز استشاري، ونتمنَّى أيضًا من مثل هذه الزوجة أن تتواصل مع الموقع لتعرض ما عندها والمعاناة التي تواجهها، وأرجو دائمًا أيضًا أن تُقلِّل فرص الاحتكاك بين النساء، بين زوجتك وأخواتك وأهلك، وتجتهد في أن تكون الأمور واضحة في مثل هذه الأمور، والشرع الذي يأمرك بالإحسان إلى أهلك ووالدتك وأخواتك، هو الشرع الذي يأمرك بعدم ظلم هذه الزوجة.
لا شك أن الوضع مُزعج، ولكن نحن ندعوك إلى:
أولاً: الدعاء والتوجه إلى الله تبارك وتعالى.
ثانيًا: تغيير طريقة التعامل.
ثالثًا: إبعاد أي فرص للاحتكاك بينها وبين أهلك.
رابعًا: التركيز على ما فيها من إيجابيات، وخاصةً فيما يتعلق بتعاملها مع العيال.
خامسًا: تفادي ما يُثيرُ الغضب بالنسبة لها وما يُعيدُ الأمور إلى نقطة الصفر، حيث تبدأ تذكر المشكلات منذ يوم الزواج كما أشرتم.
سادسًا: الحرص أيضًا على تجنيب الأطفال، مجرد شهود وحضور الجدال الذي يحدث بينكم.
وعلى كل حال: أنت مَن يملك القرار في هذه المسألة، لكنّا نؤكد أن القرار الصحيح هو القرار الذي يُدرس، ويُنظر فيه إلى العواقب ومآلات الأمور، واعلم أن النقص يُطاردنا رجالاً ونساءً، وأن النقص متوقع من المرأة، والنبي صلى الله عليه وسلم حرَّج حق الضعيفين (اليتيم والمرأة)، وما فيها من إزعاج، وما فيها من كذا إنما يدلُّ على ضعفها، فلا تستعجل في اتخاذ قرار يُؤثِّر على أسرتك، ونسأل الله أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يرُدَّها إلى الصواب، ونسعد بتواصلكم مع الموقع، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.