أشعر بخيبة أمل وضعف في مذاكرة الدروس، فماذا أفعل؟
2020-12-30 02:23:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا بعمر20 سنة، أعاني من الاكتئاب منذ فترة طويلة، ولا أحد من عائلتي يعرف، لقد تأخرت 4 سنوات في دراستي لظروف، والحمد لله، رجعت دخلت المدرسة من جديد، وأنا الآن في ثالث ثانوي، ورغبتي أن أدخل الطب، ولكن أصبحت أتهرب من المذاكرة!
علماً بأني أريد أن أكون مجتهدة وناجحة، وكلما أجلس لأذاكر أحس أني لا أريد أن أدرس، ولا أن أفعل شيئاً، وأصبحت أستحيي من عائلتي، وخالاتي وبناتهن، كي لا يقلن أني غير مجتهدة ولا أذاكر.
أشعر بخيبة أمل لدي حين أكون هكذا، كنت دائماً الطالبة المجتهدة، لا أدري ماذا أفعل، أصبحت أخاف من المستقبل، وصارت أمي تقول لي بكثرة: قومي ادرسي، وبنبرة عالية.
أصبحت أعاند بعض الأحيان، علماً بأنه لا يوجد لي مكان مخصص للمذاكرة، فأنا أعيش في منزل جدتي، وكلنا في بيت مزدحم.
أرجو الرد على سؤالي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك عزيزتي, ونشكر ثقتك بنا.
إن مشكلتك بهروبك من الدراسة, ناتجة برأيي عن انقطاعك الدراسي لفترة أربع سنوات, وإصابتك بالاكتئاب حينها, فالحالة النفسية لها تأثيرها على انخفاض الدافعية وبرود الهمة, إضافة إلى أنك تحملين داخلك هدفاً عالياً وهو رغبتك بالدخول إلى كلية الطب, مما قد يزيد من قلقك الداخلي، وهذا قد يدفعك إلى تجنيب نفسك من المواجهة، وبالتالي الهروب من الدراسة نفسها.
إضافة إلى أن مرحلة الثالث الثانوي البكالوريا لها خصوصيتها عموماً في حياة الطالب العربي, حيث إن الدرجات التي سيتحصل عليها في نهاية العام ستحدد الكلية التي يدخلها، وبالتالي ستحدد مصيره الدراسي والمهني, وهذا بلا شك سيجعل لها تأثيراً مباشراً على نفسية الطالب.
اقتراحاتي لك لتجاوز مشكلتك هي:
-ما دمتِ قد مررتِ بفترة اكتئاب وتعالجتِ منها, فأنت أكثر شخص يعرف تماماً كيف تؤثر الحالة النفسية على الأداء والإنجاز بكل مجالات حياة الإنسان, لذا ركزي دائماً أن ترفعي من معنوياتك وتُحفّزي نفسك، وأن تُذكّري نفسك بأهدافك الحياتية وإلى أين ترغبين أن تصلي في مسيرتك الدراسية.
- عليكِ أن تقومي بترتيب أولوياتك في الحياة من جديد, أي أن تعيدي سؤال نفسك لماذا تدرسين, وما هي المكانة التي تتخيلينها وتتمنينها لنفسك في المستقبل، وترين أن الدراسة هي وسيلتك لها, وأيضاً بإمكانك تذكير نفسك دائماً برغبتك في دراسة الطب, فالرغبة دائماً تدفع صاحبها لبذل المزيد من الجهد لتحقيق أهدافه المتعلقة بها.
-عليك أن تشحذي معنوياتك من خلال متابعتك للناس الناجحين والإيجابيين, سواءً قصصهم في الانترنت, أو هم أشخاص من حولك, أو أن تتواصلي مع صديقاتك اللواتي يجمعن بين التفوق الدراسي وتمني الخير لك, أو من خلال رؤيتك لفيديوهات عن تحفيز الذات لمدربي مهارات الحياة, وهي كثيرة في اليوتيوب.
-عليك أن تركزي على النوعية في دراستك وليس الكمية, أي ليس المهم كم ساعة يومية تجلسينها على الدراسة, بل الأهم هو أن تكوني عالية التركيز وعالية الهمة أثناء دراستك.
-من النافع أن تقومي بأنشطة ممتعة لك أثناء اليوم, بهدف رفع معنوياتك, أي لا تجعلي كل يومك دراسة، ويكون ذهنك فيه بعيداً عن الكتاب, فالموازنة بين الأمور هي من أكثر عوامل النجاح في الحياة.
-قد تكون والدتك مخطئة بتواصل مشاعرها وتشجيعها لك بأسلوب الإلحاح, ولكن تذكّري أنه لا يوجد في الدنيا كلها شخص يحبك ويتمنى لك الخير "دون أية مصالح" مثل والدتكِ, فهمّها أن تراك ناجحة وسعيدة, وسعادتها تكون بذلك, ركّزي في تفكيرك على ذلك، واطلبي منها الدعوات والرضا، فذلك سيشحن همتك ويرفع معنوياتك بلا شك.
-عندما تقومين لا شعورياً بعناد والدتك, تذكّري دائماً أن العناد لن ينفعك بأي شيء, فمستقبلك يخصك أنتِ فقط, وسينفعك أنت فقط إن بنيتِه بشكل صحيح, وسيضركِ أنت فقط إن أهملتِ بناءه.
-فيما يخص مبيتك في منزل جدتك, أنصحك باستغلال وقتك في الدراسة في الفترات التي يكون أغلبهم نائمين فيها, سواء في الليل أو الصباح الباكر، حسب طاقتك ونشاطك وتركيزك.
-الندم على شيء قمنا به أسهل بكثير من الندم على شيء لم نقم به, لذا ادرسي وأعطي كل طاقتك وجهدك ووقتك في الدراسة, فهذا العام قد يكون نقطة البداية لك في مسار جديد لحياتك، والذي قد ينقلك نقلة نوعية لمستقبل تحبينه وتحققين أهدافك فيه.
-إنْ كنت فعلاً تحبين الطب وترغبين بدراسته فابذلي لتحقيق ذلك قصارى جهدك, فممارسة الشخص لمجال يحبه ويستمتع به يُعينه على الإبداع وترك بصمة قوية فيه.
-تمكّنكِ من تجاوز مرحلة الاكتئاب يعكس لي أنك فتاة لديك من الإرادة الكبيرة والقوة الداخلية ما أعانك عل ذلك, لذا أنا واثقة الآن أنه بإمكانك تحدي نفسك من جديد، وتحدي الصعوبات التي تعيشينها الآن، وتوظيف هذه الإرادة لبناء مستقبلك بنفسك.
ختاماً: أتمنى أن أكون قد أفدتُكِ بإجابتي, ولا تترددي في مراسلتنا مُجدداً في أي وقت تحتاجين.
بتوفيق الله.