أحببت أخت شريك والدي فتم رفضها من قبل أهلي.. ماذا أفعل؟

2020-12-29 02:59:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم
 
أحببت أخت شريك والدي، ونحن على علاقة منذ سنة، كنتُ أعرف أن أهلي لن يقبلوا بالفتاة؛ لأنها أخت شريك والدي، وكانت على علاقة حب منذ ثلاث سنوات، ولكنها لما تفعل أي شيء غلط، فقط علاقة عن بعد، ولكنني أحببتها؛ لأن كل شخص يمر بفترة مراهقة.

منذ أسبوع أخبرت والدتي، ولكنها رفضت لم تقبل بها بأي شكل، وقالت والدك لن يقبل أبداً؛ لأنها أخت شريكه، وعائلتي لا يحبون عائلتها كثيراً؛ لأنهم مثل المتنافسين، فهما الاثنان يريدان أن يكونا أفضل من بعضهما.

أهل الفتاة راضون عني، ولكن أهلي ليسوا راضين عنها بسبب سوابقها؛ ولأنها أخت شريك والدي.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
فالزواج رزق من الله تعالى يسير وفق ما قضاه الله وقدره، فالله جل في علاه قد قدر أن فلانا سيتزوج فلانة وأن فلانة سيكون زوجها فلان، ولا يمكن أن يتحكم بذلك أحد من الناس مهما بذل.

لا تعلق قلبك بفتاة بعينها فلعلها ليست من رزقك، فإن لم تتمكن من الزواج بها أصبت بالحزن والكآبة، وعليك أن تعمل بالأسباب المشروعة التي توصلك إلى هدفك، فإن انسدت الأبواب أمامك، فاحمد الله واعلم أن في ذلك خيرا لك، وإن كنت تراه غير ذلك.

لا يمكن لأحد عاقل أن يفقد والديه من أجل التزوج بامرأة معينة؛ لأن النساء كثر، ويمكن أن يجد ما عند تلك المرأة من الصفات عند غيرها، بل أفضل ومن ترك من يرغب فيها من أجل طاعة والديه عوضه الله خيرا منها؛ لأن طاعة الوالدين من طاعة الله ففي الحديث الصحيح: (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه).

عليك أن تترفق بوالدك وتبين له رغبتك في خطبة هذه الفتاة فلعله إن وافق يقنع والدتك، لكن إن لم يوافق فأعرض عن هذه الفتاة وابحث عن غيرها.

بناؤك لعلاقة مع هذه الفتاة خارج إطار الزوجية خطأ كبير، ومخالفة شرعية، فعليك أن تقطع تواصلك معها، وأن تستغفر الله عما بدر منك، ولعل هذا الذنب كان سببا في حرمانك منها، فإن وافق والداك تقدمت بالطريقة المعروفة، وإن رفضا فلا تترك لها فرصة للتواصل معك.

يجب أن تعيد النظر في هذه الفتاة وذلك من خلال التيقن من الصفات التي يجب أن تتوفر في شريكة حياتك، وأهم ذلك ما أوصانا به نبينا عليه الصلاة والسلام وأهم ذلك أن تكون صاحبة دين وخلق إضافة إلى الصفات التي تكون سببا في استدامة الحياة بينكما.

نوصيك أن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فذلك سيجلب لك الحياة السعيدة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك وتسعدها، وأكثر من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

اقترب من والديك أكثر، وتذلل بين يديهما، واحرص على نيل رضاهما واطلب منهما الدعاء.

صل صلاة الاستخارة وادع بالدعاء المأثور في كل أمر عظيم قبل أن تقدم عليه، فإن من وكل أمره لله تعالى ليختار له ما يريد، فلن يخذله الله تعالى فإن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة.

www.islamweb.net