لدي ألم في الصدر والظهر، فهل هو عضوي أم نفسي؟

2020-12-29 01:37:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الله يعطيكم العافية ويجزيكم كل خير.

عندي ألم في منطقة الصدر في الجهتين والظهر أيضا، وألم في رأس المعدة، ويوجد حرقة بالمعدة، وكتلة في حلقي عندما أتكلم أحس بوجع جهة الحلق لا أقدر على التكلم تماما، وصعوبة بالبلع، وعندما أتوتر أحس بدقات قلبي سريعة، وصعوبة التنفس، وعندما أكون مستلقيا أحس بدقات قلبي، وألم بالرقبة، وصعوبة بإخراج الغازات من فمي.

عملت تحاليل الدم والقلب والتنفس قبل شهر ونصف تقريبا، والنتيجة سليمة، وأشعر برجلي اليسرى أحيانا بأنها مرتخية، هل يمكن أن يكون وسواس مرض؟ لأنه حدث لي هذا بعد أن رأيت أحد أقاربي ميتا وكان وجهه أزرق، وقمت بحمله وتلبيسه، هل يمكن أن يكون تعبي بهذا السبب؟

وعندما أتثاءب أحس بوجع في جهة الشمال ولا أقدر أن أتثاءب تماما، وألم في الأذن اليسرى.

هل يمكن أن يكون قولونا عصبيا أم وسواسا مرضيا؟ أرجو أن تفيدوني، وشكرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

كل الأعراض الجسدية التي ذكرتها من ألم في الصدر، واضطراب في المعدة، وشعور بوجود كتلة في الحلق، وشعور بتسارع ضربات القلب: كلها حقيقة أعراض جسدية ليس لها سبب عضوي، إنما سببها القلق النفسي. لديك قلق نفسي، مع شيء من المخاوف البسيطة، وهذا أدَّى إلى هذه المخاوف المرضية، والقلق والتوتر النفسي تحوّل إلى توتر عضلي ممَّا بدأ يظهر عليك في شكل أعراض جسدية، كما أوضحتَ وذكرتَ.

ألم الصدر ناتج من التوتر الذي يُصيب القفص الصدري، واضطرابات المعدة طبعًا وموضوع الغازات والصعوبة في إخراج الغازات، هذا كلُّه أيضًا من التقلُّصات التي تحدث في الأمعاء والمريء والقولون.

تسارع ضربات القلب ناتج من القلق الذي يصحبه الخوف، حيث يزداد إفراز مادة الأدرينالين.

إذًا حالتك نُسمِّيها بالحالة النفسوجسدية، وإن شاء الله هي حالة بسيطة.

أولاً علاجها: يجب ألَّا تتردد كثيرًا على الأطباء، يجب أن تتوقف عن هذا.

ثانيًا: تنظّم حياتك، تمارس الرياضة بانتظام، تمارس تمارين استرخائية، تمارين التنفس المتدرِّجة، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إرخائها. إذا لم تجد مَن يُدرِّبك على هذه التمارين فيمكنك الاستعانة باستشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015)، أو تطلع على بعض البرامج الخاصة بتمارين الاسترخاء والموجودة على موقع اليوتيوب ومواقع الإنترنت، وهي مفيدة جدًّا. المهم: في نهاية الأمر نريدك أن تطبق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة.

ثالثًا: تجنّب النوم في النهار، ونظِّم وقتك، واحرص على النوم الليلي، ولا تُكثر من شرب الشاي والقهوة، واجتهد في دراستك، والتزم بصلاتك وكل واجباتك الدينية، وكن بارًّا بوالديك، ولتكن لك تطلعات حول المستقبل.

أنت ذكرت أنك شاهدت أحد أقاربك ميّتا وكان وجهه أزرق: طبعًا هذا موقف ليس بالسهل، لكن لا أعتقد أنه هو السبب المباشر، أعتقد أصلاً أنه لديك القابلية للقلق وللتوترات، فأرجو أن تُطبِّق الإرشادات التي ذكرتها لك.

حتى نتأكد -إن شاء الله- من سلامتك الصحية الكاملة سوف أصف لك دوائين بجرعات بسيطة، وكلاهما سليم جدًّا، الدواء الأول يُسمَّى (سبرالكس) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (استالوبرام) تحتاج أن تتناوله بأن تبدأ بنصف حبة خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

والدواء الآخر يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد) أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا –أي كبسولة واحدة– في الصباح لمدة أسبوعين، ثم كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

كلا الدوائين –السبرالكس والدوجماتيل– من الأدوية السليمة التي تُعالج مثل حالتك هذه، وهي غير إدمانية وغير تعودية، لكن لا تعتمد أبدًا على الأدوية لوحدها، الأدوية هي محور من محاور العلاج، يجب أن تُركّز كثيرًا على الإرشادات التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net