أمي ترفض شابا تقدم لي بسبب شكله، ماذا أفعل؟

2020-12-29 00:57:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

تقدم زميل لي للزواج بي، وهو من بلدنا، حيث أعيش في الخليج بينما هو يعيش في بلدي الأصلي، وتم رفضه، والسبب أمي؛ لأن شكل الشاب الخارجي لم يعجبها، ولون بشرة الشاب الغامقة، ورفضها أيضا له لأنه يعيش في موطني الأصلي، وهي رافضة أن تتحدث معي من يوم إخبارها عنه، مع العلم أنها لم تره ولم ترغب في رؤيته أو السؤال عنه!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أختنا الفاضلة، وردا على استشارتك أقول: فإن الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق قضاء الله تعالى وقدره، وهذا القدر لا يمكن لأحد أن يتحكم فيه، ولا يقف في وجهه، فإن كان هذا الشاب من رزقك، فسوف يهيئ الله الأسباب لذلك، وسيلين قلب والدتك ولن تعترض.

ينبغي عليك أن تقطعي التواصل مع هذا الشاب، وألا تربطي معه أي علاقة، وقد فهمت من كلامك أن هذا الشاب أبدى رغبته في الزواج منك، فإن كان هذا الشاب جادا، فليأت البيوت من أبوابها.

لا داعي للغضب من تصرف والدتك، فرفضها إنما ينبع من إرادتها لمصلحتك وسعادتك، وربما كان غضبها كونك سمحت لنفسك بالتواصل معه.

لون البشرة ليس عيبا إن كانت الفتاة مقتنعة بالارتباط به، ولكن ما ينبغي النظر فيه هو مدى توفر الصفات المطلوب توفرها في شريك الحياة، وأهم ذلك الدين والخلق كما أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: (إِذَا جَاْءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوْهَ إِلَّا تَفْعَلُوْا تَكُنْ فِتْنَةٌ فَيْ الأَرْضِ وَفَسَاْدٌ كَبِيْرُّ) فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

أنت لم تخبرينا عن الصفات التي يحملها هذا الشاب غير لون بشرته، وهذا تقصير منك، وقصور نظر، فمن تقدم لخطبتك لا بد أن تبحثوا عن صفاته، ولا تجعلوا نظركم مقتصرا إلى لونه ومرتبه ووجاهته.

نوصيك أن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة، فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

اقتربي من والدتك، واعتذري منها، واطلبي رضاها ودعاءها، واطلبي نصحها، فالخير كل الخير في بر الوالدين، فإن رضاهما من رضوان الله وسخط الله من سخطهما.

نوصيك بكثرة التضرع بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك وتسعدينه، ولا تعلقي قلبك بشخص معين، فإنه إن لم يكن من رزقك ورثك ذلك الهم والحزن والحسرة والكآبة.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.

www.islamweb.net