العادة السرية سببت لي وساوس قهرية!
2020-12-27 02:57:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا كنت أمارس العادة السرية منذ عام، وكنت أغتسل بعدها وأصلي، (كنت أمارسها بانتظام 7 مرات شهريا)، لكن في آخر شهر توقفت عن الصلاة وصرت أمارسها يوميا (مرتان)، وبعدها تبت وعدت للصلاة والحمد لله على نعمة الإسلام، ولكن عندي مشكلتان:
أولا: الوسواس النجاسي أو باختصار صرت أوسوس من أني نجست نفسي بالسائل الشفاف -أعزكم الله- ولكني لم أفعل هذا لكن الوسواس يجعلني أعتقد نفسيا أني فعلتها.
ثانيا: أريد الإقلاع نهائيا عن العادة السرية لكن الصور الإباحية في كل مواقع التواصل وفي كل الأفلام، وأريد طريقة لكي أقلع عنها.
شكرا لموقعكم، وأسأل الله أن يبارك لكم في حياتكم الدنيا والآخرة، وأرجو الرد بأسرع وقت، فأنا أريد العودة إلى الصراط المستقيم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Super حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم-، وردا على استشارتك أقول:
لقد خلقنا الله تعالى لغاية عظيمة وهي عبادته سبحانه وتعالى كما قال ربنا: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فعليك أن تحقق هذه الغاية في نفسك من خلال الاستمرار في أداء ما افترض الله عليك، وأهم ذلك الصلاة فإن من ثمار أدائها أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
العادة السرية محرمة ولها آثار وخيمة على صحتك في الحاضر والمستقبل، فعليك أن تقرأ ذلك ليكون زاجرا لك عن ممارستها، وإن من تلك الآثار الالتهابات المزمنة للبروستات، وضعف الانتصاب، وسرحان الذهن، وكره الاختلاط بالناس وخاصة الصالحين منهم، وضعف التركيز.
تركك للصلاة مسألة خطرة جدا ومن فضل الله تعالى أنك عدت مرة إليها ،ونسأل الله أن يثبتنا وإياك على دينه.
عليك بالعلاج النبوي للحد من الشهوة وهو الصوم، لقوله عليه الصلاة والسلام: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَن استطاعَ مِنكُمُ الباءةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ).
ابتعد عن كل المناظر التي تثير شهوتك سواء الصور أو الأفلام أو المواقع الخبيثة، وأحسن من استعمال الإنترنت بحيث لا تتصفح إلا ما ينفعك، وإن واجهتك صورة فعليك أن تغض بصرك وتصرف نظرك عنها امتثالا لأمر الله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
الوسواس علاجه سهل ويسير إن أنت اتبعت ما سأوجهك به، والمتمثل بعدم إظهار ضعفك للشيطان الرجيم، وعلامة الضعف أن تتقبل تلك الوساوس وتدخلها إلى فكرك وتتحاور معها، وهذا ما يريده الشيطان من الإنسان، فعليك أن تقطع الوسواس فور وروده وتحتقر تلك الوساوس ولا تتحاور معها، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن ثم تنهض من المكان الذي أتتك وأنت فيه وتقوم بممارسة أي عمل يلهيك عنها.
عليك بمخالفة الوسواس فإن قال لك انتقض وضوؤك فلا تصدقه، وإن قال خرج منك شيء فلا تطعه واستمر في عبادتك، وإذا قال لك خرج منك المني فلا تصغ إليه واستمر في الصلاة؛ لأن المني لا يخرج بنفسه هكذا وإنما يخرج بعمل ويخرج بشهوة ولذة ودفق ويعقبه فتور.
نوصيك أن تعمل بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أن تأخذ بكفك ماء وتنضح موضع الفرج بعد الاستنجاء حتى تدفع الوسواس، إن قال خرج منك شيء فتقول بل هذا من الماء الذي رششته.
اجتهد في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من الأعمال الصالحة، فمن ثمار قوة الإيمان دفع الشيطان ولب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة؛ فذلك معين على دفع الشيطان ووساوسه، كما قال سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الشَّيْطَاْنُ جَاْثِمٌ عَلَىْ قَلْبِ اْبْنِ آدَمَ، فَإِذَاْ ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ).
تخير من المواقع الإلكترونية ما يعود بالنفع لك في دينك ودنياك، وما أكثر تلك المواقع وليس فيها ما يثير الشهوات -والحمد لله- حتى برامج التواصل هنالك بدائل كثيرة.
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وتحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يمن عليك بالتوبة وأن يرزقك الاستقامة، وأكثر من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
أشغل أوقاتك في كل مفيد كقراءة الكتب، وممارسة الرياضة، وشارك في الأعمال الاجتماعية، والتحق بالحلقات العلمية في المساجد أو عبر الهاتف، فما أكثر أهل العلم الذين يعقدون حلقات علمية عبر بعض البرامج الإلكترونية.
يجب أن تتوفر لديك الهمة والرغبة الأكيدة في الخروج مما أنت فيه، واحذر من الرسائل السلبية التي تثبطك عن كسر القيود التي تكبلك وتبقيك مقيما في المعصية.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لنا ولك الاستقامة والتوفيق.