خجولة وكسولة وضعيفة الشخصية، كيف أتخلص من كل ذلك؟
2020-12-27 01:35:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم من قلبي على جواب استشارتي السابقة.
عندي سؤالان:
الأول: أني أصبحت كسولة جدا في كل شيء مع أني صغيرة، حتى أن عائلتي تسميني بالسلحفاة؛ لأنني دائما الأخيرة بكل شيء، وأيضا لا أريد أن أكون كسولة من أجل الصلاة، فأصبحت أتكاسل جدا عن الصلاة، مع أني أحبها جدا، ودائما ما أفكر بها، وكيف سأصلي كل صلاة بوقتها! وأصبحت كسولة عن دراستي، ولا أهتم لها أبدا.
السؤال الثاني هو: أني ضعيفة الشخصية وخجولة جدا، ليس فقط بالخارج أمام الناس ولكن الذي يقهرني هو بأنني ضعيفة الشخصية وخجولة حتى من عائلتي، وتدمع عيناي دائما دون سبب ويلاحظون الأمر -في المدرسة وفي البيت يحصل هذا وهو محرج- فماذا أفعل؟
أن دمع العينين يتزايد معي لدرجة أنه يحدث دائما عندما أكون وحدي وأغني أو أكلم نفسي حتى إن كنت أريد أن أتكلم بالإنجليزية أمام عائلتي تدمع عيناي، فلماذا يحصل هذا؟ هل أنا مريضة نفسيا؟
أنا الوحيدة التي يحصل هذا معها من بين عائلتي والآخرين! هل يوجد دواء يمكن تناوله؟ وما هو؟ لأن هذا محرج أمام الآخرين، وأنا دائما كئيبة وأحب الهدوء، وأفكر دائما بالصح والخطأ خاصة قبل النوم.
أيضا أنا لست اجتماعية ولا أتكلم مع أحد غير وقت الدراسة فقط! ولا أستطيع التعبير عن رأيي أمام الآخرين، فأقول بنفسي: (هيا يجب أن أقول هذا)، لكني لا أستطيع، وأخاف أن تدمع عيناي أمامهم، فإن رأوني هكذا يفكرون بأني أشكو من شيء.
فما هو سبب دمع العين؟ وكيف أتخلص من الخجل وضعف الشخصية والكسل؟
أرجو منكم الجواب، وأشكركم على مجهودكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب.
الكسل قد تكون أسبابه جسدية، أو قد تكون أسبابه نفسية، بمعنى أن الإنسان مُحبط ولديه دافعية قليلة، ولا أرى أبدًا سببًا يجعلك مُحبطة، أنت صغيرة في السِّن، وفي مراحل التكوين النفسي والاجتماعي والبيولوجي والفسيولوجي، ويجب أن تكوني متطلعة إلى الأمام.
أنا أنصحك بأن تجري فحوصات طبية في بادئ الأمر؛ لتتأكدي من مستوى الدم لديك، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى وظائف الغدة الدرقية، هذه مهمّة جدًّا، ففقر الدم قد يؤدي إلى التكاسل، ونقص فيتامين (د) قد يؤدي أيضًا للشعور بالإنهاك والإجهاد، وكذلك ضعف إفراز الغدة الدرقية، أرجو أن تتأكدي من هذه الثلاثة، وإن شاء الله كلها تكونُ سليمة، وبعد ذلك ابدئي برنامجك السلوكي الذي يبعث فيك إن شاء الله طاقات جديدة.
أولاً: يجب أن تنظمي وقتك، وأوَّل ما تقومين به في تنظيم الوقت هو أن تنامي نومًا ليليًّا مبكِّرًا، وقبل النوم ضعي جدولاً حول الأشياء التي يجب أن تقومي بها غدًا، هذا نسميه بـ (حُسْنِ إدارة الوقت)، وحين تنامين مبكِّرًا وتتجنبين السّهر إن شاء الله تعالى تستيقظين وأنت بطاقاتك الممتازة، وتُصلِّين الفجر، والإنسان الذي يُصلّي الفجر في وقته لا يمكن أن يتكاسل عن بقية الصلوات. إذًا الأمر كله يتطلب شيئا من التنظيم في الوقت، وتحسين الدافعية.
وبعد الاستيقاظ لصلاة الفجر يمكنك أيضًا أن تعدّي نفسك للذهاب إلى المدرسة (الاستحمام، شرب الشاي أو القهوة)، ويمكن أن تدرسي ساعة -نصف ساعة قبل الذهاب إلى المدرسة- وهذا قطعًا سوف يؤدي إلى الكثير من الانشراح النفسي، سوف يولِّد فيك طاقات كثيرة، سوف تحسين أنك مقبلة على الحياة.
إذًا هذه الخطة الأساسية لتجديد الطاقات ورفع الهمة، والإنسان إذا استشعر بأهمية الأمور يُقدّرها ويندفع نحوها، فإذًا كل شيء في حياتك يجب أن يكون مهمًّا، الصلاة، العبادة، الدراسة، التميُّز، بر الوالدين، الترفيه عن نفسك، هذه كلها أمور يجب أن تعطيها أهمية، وعليك بالرياضة؛ فالرياضة أيضًا تُجدد الطاقات وتجعلها إيجابية جدًّا.
إذًا هذه هي الإجابة على سؤالك الأول، وبالنسبة للسؤال الثاني: أرجو ألَّا تصفي نفسك أنك ضعيفة الشخصية، هذا الوصف في حدِّ ذاته مُحبط جدًّا، لا، أولاً الإنسان إذا أراد أن يكون فعّالاً يجب أن يشعر دائمًا أنه يحترم نفسه، لأن احترام النفس دون تضخيمها هو من الأمور الممتازة جدًّا. والأمر الآخر: أن تحسّي بالمقدرات وبالإيجابيات التي عندك، وأنك لست أقلَّ من الآخرين أبدًا.
وموضوع هذه الدموع التي تنزل من عينيك قد يكون سببها سُرعة الانفعال، وهذا يتم علاجه عن طريق التجاهل التام، أو ربما يكون لديك شيء من الحساسية أو الالتهابات في القنوات الدمعية، فيمكن أن تقابلي طبيب العيون حتى تتأكدي من هذا الجانب.
إذًا لا تنظري إلى نفسك نظرة ضعيفة الشخصية، انظري إلى نفسك كإنسان فعّال، كإنسان محترم، إنسان جيد، وعليك بالمواجهات، اجلسي دائمًا في الصف الأول، تصوري نفسك أنك ستكونين محاضِرة في مكان المحاضِر نفسه أو في مكان المدرسة، وهذا ليس ببعيد، وليس بمستحيل، يومًا من الأيام ستكونين... وهكذا؛ فهذه برامج بسيطة ومفيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.