خرجت من علاقة بعدم القدرة على النوم، فما السبب؟

2020-12-21 01:25:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

تعرفت على زميلي في العمل، وكنت أخرج معه، وطلب مني الزواج، علما أنه متزوج من مدرسته التي تكبره 30 سنة، منذ سنوات، وطلب مني عدم إخبار أهلي بهذا السر، لأن أهله لا يعرفون، فشعرت بعدم الرغبة في التحدث معه، لكني استمررت في الخروج معه وكأني مضطرة، أو ربما كنت أريد تجربة ذلك، وانتهى الأمر وتركته، وذهب هو لفرع آخر للعمل.

أصبت باكتئاب بسيط في بداية الأمر، ثم فجأة أصبت بنوبة بكاء هيستيرية في إحدى الأمسيات، وصرت لا أنام وعيني مغلقة تماما وأريد النوم بشدة، وأصبحت أتخيل أمورا جنسية لها علاقة بالزواج، وتأتيني أفكارا عن ولادة الأطفال، وكيف يحدث هذا؟ ومنظر المرأة الحامل، وتطور الأمر حتى صرت أنظر لعورات الرجال والنساء.

ذهبت للطبيب، ووصف لي الفافرين 100، لكني ما زلت لا أنام، وأشعر أن عقلي يعمل أثناء النوم، وتركت عملي، لأني أعمل في بنك، وأريد أن أرضي الله وأبتعد عن هذا المكان، لكني لم أعد قادرة على الرجوع لوضعي السابق، حيث كنت طبيعية، وأمارس الرياضة، وكنت اجتماعية، والآن أخاف من الناس، ومن أفكاري، وأن أصاب بالشذوذ، وأخاف أن تكون زوجته عملت لي سحرا، علما أني أصلي وأحفظ القرآن.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: مع احترامي الشديد لمشاعرك، خروجك طبعًا مع هذا الرجل لم يكن أمرًا صحيحًا حقًّا، وأنت الحمد لله لديك ضمير عال جدًّا، لذا أصابك الوسواس. الوساوس دائمًا تأتي لمن لديهم قوة ضميرية عالية، يهتمّون بالفضائل، حتى وإن كان ذلك على مستوى العقل الباطني.

فبعد أن ذهب هذا الشخص للعمل في فرعٍ آخر وانقطع التواصل بينك وبينه على الأقل موضوع الخروج معًا؛ هنا نفسك اللوامة تسلّطت عليك، والنفس اللوامة نفسٌ جيدة حقيقة؛ لأنها وازع في القلب وتحرس الإنسان من شرور النفس الأمَّارة بالسوء.

وبعد ذلك تطور الأمر – كما تفضلت – إلى شيء من عُسر المزاج، أو الذي أسميته بـ (الاكتئاب البسيط)، والصراخ الهيستيري، وكل هذا يأتي تحت نوع من قلق الفراق، نوع من التوترات والمحاسبة الضميرية – كما ذكرتُ لك – تفعيل وفعاليات النفس اللوامة.

فأنا أقول لك: هذه الوساوس التي تولَّدتْ لديك هي نتاج لتلك العلاقة التي لم تكن في إطار صحيح ولم تُفض إلى شيء مفيد بالنسبة لك. فتوكلي على الله، اسألي الله تعالى أن يرزقك بالزوج الصالح، وحقّري الأفكار الوسواسية، الأفكار الوسواسية بالفعل دائمًا تكون ذات طابع ديني أو طابع جنسي، أو شيء من العنف وهكذا.

فحقّري هذه الأفكار، لا تُناقشيها، وقومي ببعض التطبيقات السلوكية التي نُسميها بالعلاجات التنفيرية، اربطي الفكر الوسواسي بما هو مخالف له، مثلاً قومي بالجلوس أمام طاولة في غرفة هادئة، وقومي بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تحسِّين بالألم، وعند وقوع الألم استجلبي بدايات الفكرة الوسواسية – وليس كلها – كرري هذا عدة مرات، إيقاع الألم مع بدايات الفكرة الوسواسية، كرري هذا عشرين مرة، علماء السلوك وجدوا أنه يحدث نوع من التنافر الذي يؤدي إلى تفتيت الوسواس واختفائه.

أو يمكن أن تقومي مثلاً بشمِّ رائحة كريهة وفي نفس الوقت تستجلبي الفكرة الوسواسية. هذا أيضًا أحد المنفرات الجيدة.

وبصفة عامة: اشغلي نفسك، أحسني إدارة وقتك، ارجعي لممارسة الرياضة، تجنبي السهر، احرصي على النوم الليلي المبكّر، والاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر، رفّهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، يجب أن تكون لك مشاركات اجتماعية أيضًا.

الصحة النومية: طبعًا القلق المصاحب للوسوسة أثَّر عليك، وأنا أريدك أن تُحسّني نومك من خلال: تجنُّب النوم النهاري، الحرص على النوم الليلي المبكّر، تثبيت وقت النوم، عدم السهر، عدم تناول الميقظات – كالشاي والقهوة – بعد الساعة الخامسة مساءً، الحرص على أذكار النوم، وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية، خاصة قبل النوم، تمرين التنفس المتدرّج على وجه الخصوص مفيد جدًّا، مع التأمُّل والتدبُّر الإيجابي. إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

الفافرين دواء رائع جدًّا، ويمكن أن ترفعي الجرعة إلى مائتين مليجرام، ليس هنالك مشكلة في ذلك أبدًا. وإن لم يأتك النوم بعد ذلك أرجو أن تتناولي عقار (أنفرانيل/كلوإمبرامين) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين مثلاً، ثم تتوقفي عن تناوله.

لا أعتقد أن الأمر له علاقة بزوجته ولا بعمل السحر، أسأل الله أن يحفظك، وصلي صلاتك، وأدِّي أذكارك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net