الشخصية المائلة إلى سوء التأويل
2005-12-17 12:39:37 | إسلام ويب
السؤال:
ينتابني إحساس بأن لا أحد يحبني والجميع يكرهونني حتى أبي وأمي وإخوتي، وأن لا أحد يهتم بي، وأعاني من الصمت أي قلة الكلام مما يشعرني بأن زميلاتي يمللن مني وقد وصفتني واحدة فقالت أنت طرمة، فأنا أريد حلاً يخرجني من الصمت، ويجعلني أدخل مع الناس وأتكلم، ومن ملاحظتي بمن حولي بأن الصامتة التي لا تتكلم غير مرغوب فيها، أريد حلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ أسيرة الصمت حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فمثل هذا الشعور الذي ينتاب الإنسان أنه غير محبوب من الآخرين، أو أنهم يكرهونه نراه في بعض حالات اضطرابات الشخصية، ومثل هذه الشخصية تُعرف بالشخصية البارونية، أو الشخصية الظنانية، أي الشخصية التي تميل إلى سوء التأويل وعدم إحسان الظن.
وفي كثيرٍ من الحالات تلجأ هذا الشخصيات إلى الانطواء والانعزال، ظناً بأن ذلك سيكون وسيلة حتى يقلل الآخرين من الكراهية لهم.
العلاج يتمثل في إجبار النفس على التفاعل مع الآخرين، ويتم ذلك عن طريق أن تحاوري نفسك حواراً جاداً ودقيقاً يقوم على أن حسن الظن بالناس هو الأفضل وهو المطلوب، وفي ذات الوقت يجب أن تفكري أن هذه الأفكار السلبية ليس لها أساس حقيقي، والتفكير بإحسان الظن بالآخرين يجب أن يُصحب بتطبيقات عملية بأن تحددي بعض الأشخاص من صديقات وأقارب وخلافه بأنك سوف تقومين بالاتصال بهم بصفة يومية من أجل السلام والتحية ومناقشة أمور عامة معهن، مثل هذا الاتصال سوف يدعم ويقوي الصلات، ويخرجك من الانطوائية ويجعلك أيضاً تحسنين الظن بهم.
ومن المفترض أيضاً أن تعلمي نفسك مهارات التحدث مع الناس، ومنها حين يخاطب الإنسان شخصاً آخر، يجب أن ينظر إليه في وجهه، مع عدم استعمال اللغة الحركية، كاستعمال اليدين مثلاً في وقت الكلام، وكذلك أن تكوني دائماً المبادرة خاصةً فيما يخص التحية والسلام، وأن تكوني ملمة بمعلوماتٍ عامة، كحالة المناخ أو الجو في يومٍ معين، أو أي حدث اجتماعي أو عالمي، وحين تكونين ملمة بصورةٍ جيدة لهذه الأمور البسيطة يمكنك أن تخاطبي أو تتحدثي أو تناقشيها مع الآخرين بكل طمأنينة؛ لأنك أكثر إلماماً بتفاصيلها.
أرجو أن تلجئي لمثل هذه التدريبات البسيطة، فهي إن شاء الله سوف تخرجك من الانطوائية والانغلاق حول نفسك وتجعلك أيضاً تحسنين الظن بالآخرين.
أرجو أيضاً أن تتخيري وتتحيني فرصة المناسبات الاجتماعية، خاصةً في محيط الأسرة وأصدقاء الأسرة، وتحاولي أن تكوني موجودة في هذه المناسبات، فهي أيضاً طريقة جيدةً للتواصل والتفاعل الاجتماعية، توجد هنالك بعض الأدوية التي تُساعد في تقليل الكراهية والشك والظن، ومن هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم استلزين، وهنالك دواء آخر يعرف باسم رزبريدون، ربما يكون هو الأفضل أرجو أن تتناوليه بجرعةٍ صغيرة، أي 1 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، فإن شاء الله سوف يجعلك أكثر استرخاءً وأقل شعوراً بأن الآخرين يكرهونك.
وبالله التوفيق.