أعاني من الخجل وأرى في خيالي أشخاصاً
2020-12-13 04:14:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالبداية أشكركم لمنحنا هذه المنصة الآمنة للبوح عن دواخلنا براحة.
أنا فتاة في العشرين من عمري، أعاني من الخجل الشديد منذ طفولتي، مع كل الأشخاص عدا عائلتي، وتتمثل أعراضه الكاملة في التأتأة، وسرعة ضربات القلب، والتعرق الشديد والارتجاف، وقد يصل توتري إلى أن يصبح بصري ضبابيًا في كثير من الأحيان.
كما أني منذ طفولتي أيضًا، لم يكن لديّ أصدقاء، فقام عقلي باختراعهم، أشخاص يبدون حقيقيين تماماً، أتحدث معهم بصوت مسموع وأتعامل معهم كما لو أنهم موجودون، حتى إني أبكي في كثير من الأحيان إن قام خيالي بإيذاء أحدهم.
أخشى أن تعتقد عائلتي عني الجنون إن أخبرتهم، فهم لا يؤمنون بالأمراض النفسية وما شابه، وقد تشاجروا مع إحدى الأستاذات التي نصحتهم بأخذي للطبيب.
أتمنى أن أجد عندكم ما يريحني وأشكر تعبكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
رسالتك واضحة جدًّا، ومن خلال محتواها والطريقة التي كُتبت بها أستطيع أن أقول لك أنك ما شاء الله تبارك وتعالى أنت في كامل الوعي والشعور والإدراك، وفي كامل الاستبصار، وهذا ينفي تمامًا إصابتك بأي مرض عقلي أو ذُهانيٍّ أو ما يُسمَّى بالجنون، كل الذي بك – أيتها الفاضلة الكريمة – كما تفضلتِ هو الخجل والانطوائية، وإن شاء الله تعالى يكون أيضًا لديك الكثير من الحياء، والحياء خيرٌ كله أو كله خير، وهو شطرٌ من الإيمان.
أنت طبعًا أسرفت في الخيالات لأنك افتقدت الترابط السليم مع العالم الخارجي، فأصبحت تعيشين مع كيانك الداخلي الوجداني للدرجة التي أوصلتك لهذا الحديث في الخيال مع أُناسٍ غير موجودين.
هذا نوع من الإشباع النفسي السلبي، وهو ليس دليلاً على المرض العقلي، لكن يجب حقيقة أن تُوقفي هذا تمامًا، ويجب أن تعيشي الواقع، وأن تعرفي أنك -الحمد لله- الآن في عمرٍ يُؤهلك حقيقة للتواصل الاجتماعي الصحيح، ومن المفترض أن تكوني مثلاً في الدراسة، في الجامعة الآن، وإن كان هذا غير متاح بالنسبة لك فأنصحك بأن تدخلي في أي دراسة تؤهلك لمؤهل علمي، كدخول كورسات مثلاً، تعلُّم الكمبيوتر وبرامجه المتعلقة به بصورة مهنية، وأيضًا الانضمام لمراكز تحفيظ القرآن، فيها خيرٌ كثير، تتعلمين التجويد على أصوله، تتعلمين مخارج الحروف، والتلاوة الصحيحة، وأيضًا تتعلمين التفسير، وتدخلين في برنامج للحفظ، وهذا فيه خير كثير، لأنه يُتيح لك الفرصة أن تتعاملي وتتفاعلي مع الصالحات من الشابات وعموم النساء.
أرجو أن تؤهلي نفسك من خلال هذه الآليات.
بالنسبة للتأتأة وتسارع ضربات القلب: هذا كلُّه ناتج من القلق، وأنا سأصف لك دواءً متميِّزًا وفاعلاً، وإن شاء الله تعالى يُساعدك كثيرًا للتخلص من القلق والتوتر والخوف الاجتماعي.
الدواء يُسمَّى (زيروكسات) هذا هو اسمه التجاري، ويُسمَّى علميًا (باروكستين)، أنت تحتاجين له بجرعة 12,5 مليجرام، يوجد مستحضر يُسمَّى (باروكستين CR)، تتناوليه بجرعة 12,5 مليجرام لمدة شهرٍ، ثم تجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفضي الجرعة إلى 12,5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12,5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم 12,5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
التدرُّج في بناء الجرعة ثم الاستمرار على الجرعة العلاجية، ثم الاستمرار على الجرعة الوقائية، ثم التوقف المتدرِّج عن الدواء مهمٌّ جدًّا، الدواء دواء لا يضرُّ أبدًا بالهرمونات النسائية، وليس إدمانيًّا، فقط ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، وهو من أفضل الأدوية لعلاج قلق المخاوف الوسواسي.
أنت أيضًا محتاجة أن تمارسي رياضة كرياضة المشي مثلاً، مع أخواتك، مع صديقاتك، فيها فرصة كبيرة حقيقة للارتقاء بصحتك النفسية. أيضًا هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، إذا كنت تتطلعي على استشارات إسلام ويب لابد أن تكوني قد أخذت عنها فكرة، والآن ها أنا أرشدك نحوها، توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، وأهمها تمارين التنفس: الشهيق والزفير بقوة وببطء وبتدرُّج، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إرخائها.
هذه هي نصائحي لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.