أفقد تركيزي وقت الشجار.. ما سبب ذلك؟
2020-12-02 03:24:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع إسلام ويب حفظكم الله ورعاكم.
لأول مرة أتقدم إليكم بهذه الاستشارة بعد قراءة الكثير من الاستشارات في موقعكم الكريم، أبقاه الله وأدامه في تقديم الكثير من الخير لنا.
سؤالي لحضراتكم هو: إنني حاليا في بداية سن الـ 21 سنة، ولدي مشكلة تحدث لي وقت التعرض للشجار منذ حوالي ٨ سنوات، لكن بدأت أُلاحظها قريبًا، وهي وقت الانتهاء من الشجار لا أعرف ما دار في وقت الشجار! أي بمعنى: لا أعرف ماذا فعلت، هل أنا الذي ضربت أم الذي ضُربت، ولا أعرف حتى مَن الأشخاص الذين كانوا موجودين في ذلك الوقت!
على سبيل المثال: منذ حوالي شهر تشاجرت أنا وشخص آخر داخل منطقة العمل، وكان هناك عدد قليل من الناس يسعون في إنهاء الشجار، وبعد أن انتهت المشكلة وعدت للعمل، جاء صديق لي وقال بأنه هو الشخص الذي سحبني لأبتعد عن خصمي، وكان السبب في إنهاء المشكلة، فشكرته.
علمًا بأنني لا أعرف ما الذي (حدث) وقت الشجار، ولا أعرف من كانوا موجودين أصلًا من الأشخاص.
توضيح أكثر هو أنني كان لدي أعراض الخوف الإجتماعي مثل ضربات القلب، ورعشة اليد والرجلين، وخفة الجسم بشكل كامل، ولكن -الحمد لله- بعد قراءتي في الموقع الحبيب إلى قلبي إسلام ويب استعملت (سيروكسات + إندرال) وتخلصت من كل أنواع المخاوف ولله الحمد، ولكن بقت لي المشكلة الموصوفة إليكُم أعلاه.
فهل يوجد حل لعلاج لمشكلتي؟ وما السبب في فقدان تركيزي وقت الشجار؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.
طبعًا حالات الشِّجار هذه تكون الناحية الانفعالية فيها عالية جدًا ودرجة الغضب تكون عالية أيضًا؛ وهذا يجعل الإنسان يُركّز فقط في الشِّجار وكيف يُدافع عن نفسه، والقوة الإدراكية وتذكُّر ما جرى قد يضعف كثيرًا، وهذه الظاهرة معروفة، أنت تكون في حالة حماس وفي حالة انتباه وتركيز شديد جدًّا للواقعة ذاتها؛ وهذا قد يجعلك بالفعل لا تتذكّر ما حدث أثناء الحادثة.
فيا أخي: هذه ظاهرة عادية جدًّا، ظاهرة من وجهة نظري ليست خطيرة، وليس لها علاقة أبدًا بالرهاب، وليس لها علاقة بقوة الذاكرة لديك، فكلُّ شيء سليم.
أمرٌ آخر وهو مهم: يجب أن تتجنب هذا النوع من السلوك، مع احترامي الشديد لشخصك الكريم، حاول بقدر المستطاع ألَّا تُدخل نفسك في شجارات؛ هذا ليس من كريم الخصال أبدًا، نعم أنا أعرف أن بعض الناس قد يعترض طريقك، بعض الناس قد يعتدون عليك لفظًا – وخلافه – لكن الإنسان يكون سامي الأخلاق، ويفرض نفسه وذاته من خلال حُسن التعامل، ويتذكر قوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}.
فأنا أريدك حقيقة أن تبتعد عن مثل هذا المحيط، وكن قدوة، ودائمًا أكثر من الاستغفار، والرسول صلى الله عليه وسلم نصحنا في حالة الغضب أن نُغيّر أوضاعنا، بمعنى أن الإنسان إذا كان جالسًا حال غضبه يقف، وإذا كان واقفًا يجلس، أو يضطجع، أو يتحرك، وأن يتفل على شقه الأيسر ثلاثًا، وأن يتوضأ، حتى وإن جربت هذا الأمر لمرة واحدة سوف يجهض الغضب تمامًا لديك.
هذا هو المنحى السليم، وهذا هو الأمر السليم، أن نعامل الناس بخلق حسن حتى وإن لم يُعاملونا بالمثل؛ فليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.