أختي تدعي النجاح في دراستها وهي غير ذلك.
2020-12-02 02:43:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
لدي أختان تكبرانني، وكانتا من المتفوقات في المدرسة حتى دخولهما الجامعات، واختيار أفضل المواضيع بفضل الله.
علماً أن كل واحدة كانت بجامعة مختلفة عن الأخرى، شاء الله أن تمرض إحداهن بمرض مزمن، عافاها الله وإياكم، حتى تعطلت حياتها كليًّا، بما في ذلك تعليمها وحركتها، إلا أن عقلها معافى وسليم-.
أنا -الحمد لله- من أقوم برعايتها، واتخذت قراراً بنفسي على ذلك، وتأجيل أموري المستقبلية بما في ذلك التعليم الجامعي.
خلاصة الحديث أختي الأخرى علمتُ أنها تراجعت في تعليمها، حيث تدرس الطب، ولا حرج في ذلك وليس بسبب مرض أختي إنما قبل ذلك، وهنا المعضلة، بدأت تكذب على جميع من حولها إلا صديقتها التي هي ذات حالها! بأنها لم تتراجع وأنها وصلت إلى سنوات متقدمة بالتعليم.
أنا وحدي أعرف ومتأكدة أنه ليس بذلك، توجهتُ لأشخاص ذوي كفاءة للمساعدة، لكن دون جدوى، ودون علم الأهل، نظراً لوضعهم الصحي وأمور أخرى ذُكرت، لدرجة أنها أبعِدت عن الجامعة نهائيًّا.
قبل نحو السنتين تزوجتْ أختي، كنتُ على يقين بأنها لا تعلم الحقيقة، حتى أتفاجأ قبل سنة تقريباً تهاتفنا بأنها نجحت بالامتحان النهائي، ورسميًّا هي طبيبة!
قام الأهل بتوزيع الحلوى لكل العائلة مفتخرين بما حصل، إلى أن وصلت لآخر المسار حتى تقول إنها بدأت تعمل في المستشفى كطبيبة، وهذا قبل نحو شهرين، رغم أنها قد قالت لي: إنها في الواقع تكمل تعليمها الجامعي مع ذلك، فهي أيضاً تكذب علي بعد أن فحصت الوضع مع الجامعة، ونفوا الأمر.
أطلب إرشادكم، لأنه لا أحد يصدقني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لُجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
غاليتي: نرحب بك وبأرضنا المباركة الحبيبة فلسطين أجمل ترحيب.
أودُّ أن أُبدي إعجابي الشديد بك، وعلى حرصك الشديد على أُسرتك، وعلى شعورك النبيل وإحساسك بمعاناة أختك واستعدادك للتضحية من أجلها من علامات البر والتقوى، أسأل الله أن يزيدك براً واهتماماً ورعاية لها - رائع منك كل النوايا الطيبة لإسعاد أسرتك، لكني أرى العودة لك إلى الجامعة ضرورة حتمية لمواجهة تحديات المستقبل.
إنّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط"، هذه المشاكل التي تعترضنا هي ابتلاء من الله، اختبار ليرى مدى صبرنا وقبولنا لما كتبه لنا، والمؤمن يُبتلى على قدر الدين، وقد بشّر الله الصابرين بقوله:" إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ".
غاليتي لُجين: عودي لإكمال دراستك الجامعية، وليكن شعارك:" استعن بالله ولا تعجز"، وتقسمي العناية بأختك بين الجميع، حتى لو كان الآخرون يدرسون أو يعملون، لا يمنع أن يكون لهم دور ومساعدة بعضهم البعض - وهذه نقطة أساسية عليك البدء بها، والتفتي لحياتك بعين البناء والراحة والوداد.
* لا تجعلي حياتك كلها وسعادتك وقفًا على الآخرين، اعلمي أنّ الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وإلا ما آتاها.
حتى تنفذي ما هو أفضل لك ولمن حولك، استفيدي من خبرات الآخرين في ترتيب أولوياتك ومهما حصل فلا تتركي الجامعة لأي سببٍ من الأسباب؛ وواصلي دراستك حتى تتخرجي. لأنّ من سار على الدرب وصل.
* أوصيك قراءة الكتب التي تتحدث عن الناجحين لتري كم وكم من الصِّعاب كان يقف أمامهم عند تحقيق أحلامهم، وكيف تخطوا تلك العقبات، ونجاحك في حياتك سيمنحك ثقة وقوة، إنّ الناجح لا يسمى ناجحاً إلا لأنّ الناجح نجح في تخطي العقبات، فلتنطلقي مع عامٍ جديدٍ ببدايةٍ جديدةٍ.
*احرصي على الصلاة، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- فهما من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب، كما قال عليه صلاة وسلام رب البرية: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجا"، وعملاً بقول القائل: أن الشجرة التي لم تقاتل أبداً من أجل الشمس، والسماء، والضوء، والهواء ووقفت فحسب في الطبيعة والمطر وحصلت دائمًا على نصيبها من المطر لم تصبح أبداً للغابة ملكة.
أما فيما يخص دراسة شقيقتك وعدم صدقها معكم أقول لك: إن الكذب حبله قصير، وقد حذرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الوقوع فيه أو استخدامه، وأمرنا بالصدق وتحريه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بالصدقِ، فإِن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق حتى يُكتب عندَ اللّه صدِّيقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللّه كذاباً" رواه أحمد.
لا يجوز استخدام الكذب على أهلك وأمك وأبيك، فننصحها بالتوبة، والرجوع إلى الله والندم على ما فعلت، والعزم على عدم العودة إليه، والاستغفار والإكثار من العمل الصالح عسى الله أن يغفر لها.
لا مانع من أن تُخبري من تثق فيه من ألاقرباء ( العمة الخالة ) وسيقومان بالتصرف المناسب والاستماع إليها والتعرف على الظروف التي مرت بها وعند ذلك ستنتهي المشكلة.
كما أنصحك أن تبحثي عن الأسباب التي أدت إلى أن لا تعترف أمام الأهل أنها ما زالت تتابع التخصص، فالرسوب أمر متوقع لأي شخص بسبب ظرف قد يواجهه، ولكنها تعاملت مع الموضوع بطريقة غير مقبولة وربما خوفاُ من ردة فعلهم أو أنها لا تريد أن تسبب لهم الحزن والأسى.
أنصحك بالتعامل الإيجابي مع شقيقتك، ولا تقطعي التواصل معها لمجرد أنك اكتشفتي أنها ما زالت تتابع التخصص ولا تعمل كطبيبة في المستشفى كما قالت.
في النهاية أختك هي مسؤولة عن تصرفاتها أمام الله وأمام الأهل، فلا ترهقي نفسك أكثر مما تحتمل.
يسر الله أمرك غاليتي لُجين.